أطباء: استخدام بلازما المتعافين من "كورونا" لعلاج المصابين يتم وفق بروتوكول عالمي
مصر تخطط لإنشاء أول مصنع لمشتقات الدم في الشرق الأوسط
استخدام بلازما المتعافين أمل جديد لعلاج كورونا
أكد أطباء وأساتذة فيروسات ومناعة أن تحرك مصر لاستخدام بلازما المتعافين من فيروس كورونا فى علاج المصابين تتم وفق بروتوكول عالمى لبحث النتائج ومقارنتها بالنتائج المتحققة فى الدول الأخرى سعياً لإيجاد علاج فعال للفيروس القاتل.
وقال الأطباء إن هذه هى المرة الأولى التى تشارك فيها مصر مع منظمات عالمية لإيجاد علاج فيروسى من خلال نقل البلازما، مشيرين إلى وجود خبرة كبيرة لدى مصر فى نقل البلازما لأنها تتم فى بنوك الدم والكثير من المستشفيات لأن البلازما تضم الأجسام المناعية ومكونات أخرى ويتم علاج الأمراض المناعية أو مرضى التجلط الدموى فى الحوادث، بها وستتم تجربتها فى التعامل مع مصابى كورونا.
"الحداد": خطوة جيدة والنتائج مبشرة
وأكد الدكتور أيمن الحداد، رئيس قسم الحساسية بالمصل واللقاح، أن مصر لديها خبرة فى نقل البلازما وهى بصدد إنشاء مصنع لمشتقات الدم وسيكون الأول من نوعه فى الشرق الأوسط، لأن دولاً قليلة جداً فى العالم لديها مثل هذا المصنع، الذى يقوم بعملية فصل مشتقات الدم ووضعها فى عبوات، ومصر حتى الآن لديها الخبرة فى فصل البلازما عن الدم فقط وليس فصل مشتقات ومكونات البلازما، موضحاً أن البلازما تضم كرات الدم البيضاء والأجسام المناعية المضادة ومكونات أخرى، والبلازما المقترح حقنها لمصابى كورونا تعمل على نفس منهج العلاج بالبلازما فى بقية الأمراض والإصابات الأخرى، مثل تسمم الدم والأمراض المناعية والميكروبية والمرضى المصابين بالهيموفيليا وفى الحوادث للذين يحتاجون إلى التجلط الدموى، وأن هذه العملية تجرى فى بنوك الدم والمستشفيات الجامعية.
وأضاف «الحداد» أن بلازما المتعافين من فيروس كورونا تشكل مصلاً لهذا المرض لأن الأجسام المضادة الموجودة فى البلازما تساعد المصاب فى القضاء على الفيروس وإنهاء مرضه، وتابع: «زى لدغات العقارب والثعابين، يتم إعطاؤهم البلازما التى تحتوى على أجسام مضادة ضد سم العقارب، وبيتم الحصول على الأجسام المضادة دى من خلال لدغ الثعابين للخيول والحصول منها على الأجسام المضادة».
وأشار إلى أن نقل البلازما من متعافى كورونا يتم وفق ضوابط لأن ليس كل متعافٍ يصلح لأخذ بلازما منه، ويجب أن يكون خالياً من فيروس سى، أو أى أمراض دم أخرى يمكن أن تنقل المرض إلى جسم المريض المصاب بكورونا، لذلك أعلنت وزارة الصحة أنه تم الحصول على ٦ عينات من البلازما ثلاثة فقط منها تصلح، وهذا يرجع إلى وجود مشاكل فى العينات الأخرى قد تكون فيروس سى أو أى أمراض متعلقة بالدم.
وأوضح «الحداد» أن المصنع الذى تنوى مصر إنشاؤه سيساعد على استخلاص مشتقات البلازما وفصلها عن بعضها ما يسمح بتصدير مشتقات الدم هذه إلى دول أخرى، وهو مشروع اقتصادى كبير، لأن مصر منذ سنوات كانت تصدر الدم إلى كوريا ثم يعود إليها الدم بعد فصل مشتقاته ولكن هذا العملية تم وقفها، مشيراً إلى أن هذا سيزيد من فرصة توفير الأجسام المضادة لمرضى كورونا، لحين عمل اللقاح الذى تسعى غالبية دول العالم لإنتاجه، مضيفاً أن المصل هو الأجسام المضادة الموجودة فى البلازما وهذه العملية تقوم بها مصر الآن بعدما حققت نتائج فى الصين وإيطاليا، أما اللقاح فهو عبارة عن حقن الإنسان السليم بالفيروس بعد إضعافه أو أن يكون ميتاً أو أن يكون معدلاً وراثياً، ليحفز الجهاز المناعى للإنسان السليم بتكوين الأجسام المضادة لهذا الفيروس، لأن الفيروس حتى لو ميت يتعامل معه الجهاز المناعى كأنه حى ويكوِّن أجساماً مضادة للتعامل معه.
وقال «الحداد» إن البلازما تعطَى للمريض المصاب بفيروس كورونا وحالته حرجة، لأن المصاب حديثاً وفى بداية الإصابة قد يُكوِّن جهازه المناعى أجساماً مضادة من نفسه دون الحاجة إلى أجسام مضادة من الخارج، وهذه هى الحالات الشائعة بنسبة ٨٠٪ من الحالات، أى أن من سيحتاجون البلازما هم حوالى ٢٠٪ فقط من المصاببن، وفترة التحسن تكون من ٧ إلى عشرة أيام تقريباً لحين ظهور نتيجة، مشيراً إلى أن الصين أثبتت نجاح تجاربها بنسبة ٧٠٪ ممن تم حقنهم بالأجسام المضادة، وأن مصر لديها فرصة جيدة لتحقيق نتائج وإجراء التجارب خاصة أن الأعداد فى مصر ليست كبيرة مقارنة بدول أخرى، وبالتالى أمامها المساحة لإجراء التجارب ومراقبتها على عكس دول أخرى يتزايد المصابون فيها بالآلاف يومياً، وتنشغل فى استيعاب الحالات أكثر من انشغالها بالتجارب.
«غيث": أول مشاركة مع «الصحة العالمية» فى إيجاد علاج فيروسى
وأضاف الدكتور طارق غيث، أستاذ المناعة والحساسية والفيروسات بجامعة الزقازيق، إن نقل بلازما المتعافين من كورونا للمصابين بالفيروس خطوة جيدة لأن النتائج فى بعض الدول حققت تحسناً جيداً ومقبولاً، مشيراً إلى أن مصر تقوم بهذه الخطوة ضمن بروتوكول عالمى لمشاركة نتائجها مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات الأخرى المعنية بإيجاد علاج وسترسل النتائج من مصر إلى هذه المنظمات ومقارنتها بنتائج التجارب فى الدول الأخرى، حيث تعد هذه المشاركة الأولى من نوعها لمصر فى قسم البلازما وعلاج الفيروسات، وأن التجربة فى حد ذاتها ليست صعبة لأن فصل البلازما فى مصر وفحصه معمول به منذ سنوات ولدينا خبرة كبيرة فى نقل البلازما وببنوك الدم والكثير من المستشفيات.