"كورونا والحذر من ينتصر؟".. دول أوروبية تعود للحياة تدريجيا
متخصص في الأمراض الصدرية: تخفيف إجراءات الحجر لا يعني أن الفيروس انتهى
بريطانيا - أرشيفية
بدأت الحياة تعود في فرنسا وبريطانيا وألمانيا بشكل تدريجي، بعد أن شرعت البلاد في الخروج من عزلتها التي فرضها تفشي فيروس كورونا المستجد على مدار الأسابيع الماضية.
واستأنفت القطارات حركتها تدريجيا في فرنسا بعد شهرين من الإغلاق الكامل والحجر الصحي في المنازل، بسبب انتشار وباء كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 26 ألف شخص، وأصاب أكثر من 176 ألفا آخرين في البلاد بحسب ما ذكرته شبكة" سكاي نيوز".
وعلى الرغم من الرفع التدريجي للإغلاق في فرنسا، ستبقى القيود مفروضة على بعض المناطق في البلاد، لا سيما في ضواحي العاصمة باريس وشمال شرقي البلاد، وسيبقى 27 مليون فرنسي تحت القيود، على الرغم من رفع العزل تدريجيا، وفق ما أعلنت السلطات التي تأمل في أن يتسع نطاق رفع القيود خلال الأيام المقبلة ليشمل مناطق أخرى.
وسجلت فرنسا 70 وفاة خلال 24 ساعة من جراء فيروس كورونا، وهي أدنى حصيلة يومية منذ فرض الحجر المنزلي في 17 مارس، وفق ما أعلنت المديرية العامة للصحة أمس، عشية بدء تخفيف تدابير العزل، وبذلك ترتفع الحصيلة الإجمالية في البلاد إلى 26 ألفا و380 وفاة على الأقل، فيما يتراجع الضغط بشكل متواصل على أقسام الطوارئ في المستشفيات مع تراجع عدد المرضى فيها بمقدار 36 مريضا من أصل 2776 حالة خطيرة في أقسام العناية المشددة، وفق الحصيلة اليومية لمديرية الصحة.
من جانبه، قال الدكتور أنطوان الأشقر الطبيب المختص في الأمراض الصدرية، إن فرنسا قامت باحتواء الفيروس بشكل كلي، وذلك نتيجة تقليل الضغط على المستشفيات، من خلال اتخاذ إجراءات الحجر المنزلي الإجباري والابتعاد عن التجمعات والمخالطة مع الأشخاص، ما أدى إلى انخفاض عدد الإصابات اليومية، وهذا لا يعني أن الفيروس انتهى بشكل كامل، ولكن نتعامل معه بحظر.
وأضاف "الأشقر" أنه تم رفع إجراءات الحجر المنزلي بشكل تدريجي، لتعود الحياة الاقتصادية تدريجيا ولكن بعدة شروط، حتى لا ترتفع نسبة الإصابات وتعود مجددا للحجر المنزلي.
وأوضح طبيب الأمراض الصدرية، أن تخفيف الإجراءات لا يشمل المقاهي والمطاعم والنوادي الليلية، وأن فرنسا تشجع من يريد البقاء في المنزل، أما من لا يستطيع فيجب عليه اتخاذ الإجراءات الاحترازية والابتعاد عن التجمعات، وألا يكون هناك إمكانية للانتقال والسفر إلى أكثر من 100 كيلو متر إلا في الضرورة و هي العمل أو الزيارة العائلية. وأكدت المديرة العامة للصحة في بيانها اليومي أن "جهودنا كانت مثمرة خلال الحجر الذي أنقذ آلاف الأرواح، ويجب أن تتواصل لمساعدتنا على إنجاح هذه المرحلة الجديدة" محذرة بأن "الوباء ما زال نشطا ومتحولا".
كما كشف رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أمس، أنه لن يتم في الوقت الحالي إلغاء إجراءات العزل العام في بريطانيا، لكنه أشار إلى خطط لبدء تخفيف بعض الإجراءات تدريجيا.
وقال بوريس جونسون، في كلمة متلفزة إن "إنهاء إجراءات العزل العام هذا الأسبوع ليس الوقت المناسب، بدلا من ذلك، نتخذ الخطوات الدقيقة الأولى لتعديل إجراءاتنا"، ويأتي هذا القرار من رئيس الوزراء البريطاني بعد إغلاق معظم الاقتصاد لمدة تقارب سبعة أسابيع، وأضاف أنه اعتبارا من اليوم، سيتم تشجيع أولئك الذين لا يستطيعون العمل من المنزل بنشاط على الذهاب إلى العمل، كما سيُسمح للأشخاص بدءا من غد الأربعاء بالتريض في الهواء الطلق بدون حد أقصى للمدة ما داموا يلتزمون بإرشادات التباعد الاجتماعي، وفقا لرويترز.
وقال جونسون "يمكنك الجلوس تحت أشعة الشمس في متنزهك المحلي، ويمكنك القيادة إلى وجهات أخرى، بل ويمكنك ممارسة الرياضة ولكن فقط مع أفراد أسرتك"، مشيرا إلى أنه قد يعاد فتح الخدمات العامة للمواطنين في يوليو المقبل إذا انخفض عدد الإصابات بشكل كبير.
وقال أيضا إنه على البريطانيين تجنب استخدام وسائل النقل العام قدر، خصوصا وأن البلاد بدأت تحقيق أهدافها من خطة محاصرة فيروس كورونا، وأن أعداد الإصابات بفيروس كورونا في بريطانيا في انخفاض مستمر.
وتطرق جونسون إلى أن بريطانيا أقامت نظام إنذار جديد للتعرف على عدد إصابات فيروس كورونا، وأنه يتضمن 5 مراحل لتحديد مستوى انتشار فيروس كورونا، وأضاف جونسون قائلا "ليسا لدينا خيار سوى السيطرة على فيروس كورونا"، وأن أزمة الفيروس كلفت بريطانيا خسائر اقتصادية كبيرة.
أما ألمانيا تتجه إلى رفع إجراءات الإغلاق المفروضة "بشكل كامل" خلال الشهر الجاري، وذلك بعد نحو 4 أشهر من ظهور فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) فيها، وتمكنت من مواجهته وبداية استعادة الحياة فيها من جديد بشكل طبيعي، كونها تمتلك واحدا من الأنظمة الصحية القوية والمتميزة في العالم.