الطيب: ألقاب باشا وصاحب الفضيلة خيّلت لأصحابها أنهم متميزون
"الطيب": ليس من الإسلام أو مكارم الأخلاق الترفع عن الفقراء
شيخ الأزهر الشريف
قال فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنّه في الشريعة الإسلامية كما في الشرائع والأديان كلها خاصة في موعظة سيدنا عيسى -عليه السلام- على الجبل، أحاديث كثيرة تدور كلها حول معنى قوله تعالى: "واخفض لهما جناحك للمؤمنين"، نختار من بينها حديثا ذا دلالة عميقة في فضل التواضع والدعوة إلى وجوب احترام الناس، هذا الحديث هو قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بأهل الجنة؟، قالوا بلى، قال كل ضعيف مُتضاعف لو أقسم على الله لأبرة، ألا أخبركم بأهل النار؟، قالوا بلى، قال كل عُثل جواظ مستكبر".
وأضاف "الطيب" خلال برنامج "الإمام الطيب"، المذاع على شاشة قناة DMC، أنّ الضعيف المتضاعف هو من يستضعفه الناس، أو هو رقيق القلب، لكنه لو حلف يمينا طمعا في كرم الله بإبراره لأبره الله، وهو كناية أنّه مستجاب الدعوة، أما عتل فهو الغليظ الشديد الخصومة، والجواظ هو الجموع المنوع أي الذي يجمع المال ويمنعه عن المستحقين، والمراد في أهل الجنة في الحديث أن أغلبهم من القسم الأول، والمراد من أهل النار أنهم من القسم الثاني.
وأشار إلى أنّ الله خيّر نبيه بين أن يكون نبيا ملكا أو نبيا عبدا، فقال نبيا عبدا، لافتا إلى أنّ التأسيس الفلسفي عن التواضع في الإسلام، هو أنّه يأتي نتيجة حتمية لمبدأ المساواة الذي أصله الله ورسوله، وكذا مبدأ رجوع الناس جميعا في أصلهم في أب واحد وأم واحدة فلماذا الاستكبار بين المتساويين.
وأكد أنّه من المؤلم أن نقول إنّ فضيلة التواضع والمساواة في بلاد غير المسلمين أظهر منها وأكثر انتشارا من بلاد المسلمين، ففي البلاد غير الإسلامية لا نجد فيها الحرص الشديد على ذكر الألقاب في كل مرة يخاطب صاحب اللقب مثل "باشا، وصاحب السعادة، وصاحب الفضيلة".
وأوضح أنّ مثل هذه الألقاب خيّلت لأصحابها أنّهم متميزون فعلا عن غيرهم، مؤكدا أنّه ليس من الإسلام أو مكارم الأخلاق الترفع عن الفقراء والتأفف من البسطاء.