"عالم بلا حروب".. طموح دولي لمواجهة "كورونا" يصطدم بـ"فيتو" أمريكي
النزاعات تتواصل رغم تفشي وباء كورونا
ذكر دبلوماسيون، أن ألمانيا وإستونيا تعتزمان طرح مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يتعلق بوقف لإطلاق النار على مستوى العالم خلال أزمة فيروس كورونا، وليحل مكان مسودة سابقة مماثلة كانت قد أعدتها تونس وفرنسا وعرقلتها الولايات المتحدة.
وتم تقديم الاقتراح، أمس، خلال مؤتمر عبر الفيديو عقد خلف أبواب مغلقة ودعت إليه إستونيا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، وفق ما نقلت وكالة أنباء "فرانس برس". وقال دبلوماسي طلب عدم كشف هويته: "علينا أن نقلب الصفحة".
وأضاف دبلوماسي آخر أن ألمانيا واستونيا، الدولتان غير دائمتي العضوية في مجلس الأمن، "تريدان تعميم نص قامتا بصياغته". وسيركز مشروع القرار الجديد، كنظيره الفرنسي التونسي، على الدعوة إلى وقف لإطلاق النار في مختلف النزاعات في العالم لإعطاء الدول المتحاربة الفرصة للتصدي لوباء فيروس كورونا.
خبير في العلاقات الدولية: توقف الحروب أمر مستبعد والتحركات مجرد "إبراء ذمة"
من جهته، استبعد الدكتور أيمن سمير الخبير في العلاقات الدولية أن يكون هناك أي وقف للحروب في العالم، قائلا، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن هذه الدعوات مجرد دعوات لإبراء الذمة من قبل بعض الدول وبعض الأطراف مثل أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة.
وأضاف "سمير": "العالم لا يملك في الوقت الحالي آلية حقيقية لوقف الحروب، وأيضا لو كان ذلك فإن السؤال سيكون حول نجى إمكانية وقف مثلا نقل تركيا المرتزقة للقتال في ليبيا، أو وقف اعتداءات الحوثيين، أو وقف دعم بعض الأطراف للإرهاب، وهذا لا يوجد آلية لمنعه حاليا".
"الفيتو" الأمريكي قد يعرقل القرار المرتقب
ولفت دبلوماسيون إلى أن النص الجديد سيعتمد على عديد من النقاط التي أثيرت في المشروع السابق، لكنه سيكون أقصر و"أكثر إيجازا". وقال أحد الدبلوماسيين إن الصين أعلنت أنها تدعم تحركا سريعا في المجلس يؤدي إلى نتائج. وكان دبلوماسي صيني قال إن "واشنطن تتحمل المسؤولية الكاملة لإعاقة القرار الفرنسي التونسي".
وفاجأت "واشنطن" المجلس يوم الجمعة الماضي بعرقلة القرار ومنعه من المضي قدما نحو التصويت. وكشف مفاوضون طلبوا عدم الإفصاح عن هوياتهم أن "واشنطن" غيرت موقفها غداة موافقتها على النص. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية حينها: "برأينا، يجب أن يكون الهدف دعم دعوة الأمين العام إلى وقف عالمي لإطلاق النار".
وهددت "واشنطن" باستخدام حق النقض إذا كانت هناك أي إشارة صريحة إلى منظمة الصحة العالمية التي اتهمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتقليل من خطورة تفشي المرض في الصين. وأشار دبلوماسيون إلى أنه في الوقت نفسه لوحت "بكين" أيضا بحقها في النقض في حال لم يتم ذكر منظمة الصحة العالمية، قبل أن تتراجع عن ذلك وتقبل بالصيغة المقدمة.
وقال سفير أستونيا لدى الأمم المتحدة سفين يورجنسون: "يجب أن نجد مخرجا لهذا المأزق"، دون أن يؤكد مشاركة بلاده في صياغة المسودة الجديدة مع ألمانيا. وصرح لـ"فرانس برس": "من العار أننا نحن في مجلس الأمن لم نكن قادرين على الوفاء بمسئوليتنا في هذا الأمر".
6 آلاف طفل معرضون يوميا للموت خلال مكافحة الفيروس
من جهة أخرى، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، اليوم، من أن مكافحة فيروس كورونا المستجد قد يكون لها آثار مدمرة غير مباشرة في البلدان الفقيرة مثل وفاة 6 آلاف طفل يوميا في الأشهر الستة المقبلة، داعية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة. ووفقا لأسوأ ثلاثة سيناريوهات وردت في دراسة أجرتها جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، يمكن أن يموت ما يصل إلى 1.2مليون طفل دون سن الخامسة في 118 دولة خلال ستة أشهر بسبب إعاقة التغطية الصحية بالجهود المبذولة لمكافحة وباء كوفيد-19، حسب بيان للمنظمة.
وستضاف هذه الوفيات إلى 2.5 مليون طفل في هذه الفئة العمرية يموتون أساسا كل ستة أشهر في هذه البلدان. وخلال الفترة نفسها، قد يصل عدد وفيات الحوامل إلى 56 ألفا و700 بسبب انخفاض الرعاية قبل الولادة وبعدها، بالإضافة إلى 144 ألفا يتوفين حاليا. وقالت مديرة "اليونيسف" هنرييتا فور إن التقرير سيقضي على "عقود من التقدم الذي أحرز في الحد من وفيات الأطفال والأمهات".
وأضافت في بيان: "يجب ألا ندع الأمهات والأطفال أن يكونوا ضحايا إضافيين لمكافحة لفيروس"، الذي أودى بحياة 290 ألف شخص في العالم. ويواصل العالم عودته البطيئة إلى الحياة الطبيعية، رغم أن تفشي كورونا لم يتوقف بعد، في حين دعت منظمة الصحة العالمية إلى "اليقظة التامة" في التعامل مع رفع قيود العزل.
8 ملايين سوري يعانون انعدام الأمن الغذائي
من جهة أخرى، حذرت المتحدثة الإعلامية باسم برنامج الأغذية العالمي إليزابيث بايرز، من أن نحو 8 ملايين سوري يعانون انعدام الأمن الغذائي، في ظل ظهور إصابات بفيروس كورونا. وأضافت، في تصريح صحفي مساء أمس، أن برنامج الأغذية العالمي يبذل قصارى جهده للوصول إلى المحتاجين للغذاء والعلاج في شمال سوريا. وأشارت إلى أن حوالي 940 ألف سوري نزحوا عن شمال غرب سوريا منذ ديسمبر 2019 بسبب النزاعات، لافتة أنهم يعيشون في مخيمات مكتظة يمكن أن تتسبب بعواقب وخيمة جراء انتشار كورونا.