لو كانت مصر جهنم لدعوت الله أن أدخلها.. أن أسكن قلبها حتى لو قسا علىَّ.. وأن تسكن قلبى وإن أعيته.. أن أكتوى بنارها، فأتشبث أكثر بالأرض والناس.. أن أسأل نفسى دائماً: لماذا أحبها إلى حد العشق؟!
هل لأننى وُلدت وعشت فيها؟! لا يكفى.. أيقنت أخيراً أن حب مصر يولد دوماً من احتمالها لنا!
أحب مصر لأنها تحتمل خطاياى وخطاياك.. وأحب أهلها رغم إخفاقهم فى حب الوطن.. أحب المجلس العسكرى وهو يرسم وينفذ المرحلة الانتقالية على طريقة «المناورات» بالذخيرة الحية!
أحب «الإخوان»، رغم تعاملهم مع الثورة ومصر وكأنهم حققوا «فتحاً مبيناً»، ومع المصريين وكأنهم «أسرى وسبايا».. ومن يختلف آثم قلبه، ومن يعترض خصم وعدو.. ومن لا يقول «لا إله إلا الله محمد رسول الله» بين يدى المرشد ليس منهم.. ومن لا يسير فى القطيع «بهيم» شارد!
أحب الجنزورى والكتاتنى، مع أنهما اجتمعا سراً فى زمن الديمقراطية «الزائفة»، وحين اختلفا على «القسمة» فضح كل منهما الآخر.. جلس رئيس الحكومة ورئيس مجلس الشعب فى ظلام الغرف المغلقة، وكذب أحدهما بعد ذلك.. وإن كنت أراهما كاذبين لأنهما أخفيا على الشعب اجتماعاً يهم 87 مليون مصرى!
أحب الثوار والأحزاب والائتلافات، رغم الأخطاء والخطايا.. أحبك حتى وأنت تخطئ فى حق الوطن كل ساعة.. غير أن السؤال الذى نعرف إجابته أنا وأنت: هل يحب كل هؤلاء مصر؟!
مجدى الجلاد