دار المتوسط تطلق مشروع إعادة إنتاج "الكوميديا الإلهية" عربيا
ترجمة حسن عثمان لـ"الكوميديا الإلهية" إلى العربية استغرقت 18 سنة
ترجمة الكوميديا الإلهية
أعلنت دار "المتوسط" إعادة إنتاج ترجمة حسن عثمان، لكتاب "الكوميديا الإلهية" لـ "دانتي أليجييري"، حيث كلَّفت الدار، لجنة علمية من كبار الأكاديميين والمترجمين المتخصصين في ترجمة ونقل التراث بين اللغتين الإيطالية والعربية، ببدء العمل على المشروع.
تأتي هذه الخطوة لإعادة إحياء رائعة دانتي أليجييري، عربياً، والتي شكَّلت فجر عصر النهضة الأوروبي، ولم تفقد تألقها وتأثيرها المستمرّ في أجيالٍ متعاقبة من الأدباء والمفكّرين والفنّانين الذين أغنوا مرجعياتهم الفنية واللغوية بقراءة هذا العمل الفريد، في لغاتٍ لا حصر لها عبر العالم، وبترجماتٍ عدَّة في اللُّغة الواحدة.
وأكدت "المتوسط" في بيان، أن هذا المشروع ليس احتفاء بـ"دانتي" وبالكوميديا الإلهية فحسب، بل أيضاً بالمترجم المصري الاستثناء حسن عثمان، ليس عربياً فقط، وإنما عالمياً، لافتة إلى أن الاهتمام العربي الذي بدأ منذ ثمانينيات القرن الـ19 بـ "الكوميديا الإلهية"، أفرزَ فيما بعد أكثر من ترجمة واحدة للعمل، أضافت كلها إضاءات جوهرية ومهمة على العمل الأدبي الأهم في تاريخ الأدب الإيطالي إن لم يكن العالمي. لكن من بين هذه الترجمات كلها، تظل ترجمة حسن عثمان، المؤرخ وأستاذ التاريخ الإسلامي والأوروبي؛ هي الأكثر إغراءً والألمع وذلك لأسباب كثيرة.
موضحة: "تفرَّغَ حسن عثمان، لدراسة دانتي والكوميديا الإلهية خاصة لمدة 10 سنوات من سنة 1941، وحتى سنة 1951، حيث شرع بترجمة الكوميديا الإلهية والتي استغرقت ثماني سنوات أخرى. واصل خلالها السفر على نفقته الخاصة وتارة كانت "اليونيسكو" تغطي له بعض تلك النفقات، زار مصادر العلوم التي نهل منها دانتي، وتتبع آثار الشاعر وأسفاره، وعايش الأماكن التي عاش فيها، خاض في الفنون التشكيلية وفي الموسيقى لدراسة ذائقة دانتي الفنية والموسيقية. وإذا كان المختصون قد اختلفوا على المدة التي استغرقها دانتي في كتابة الكوميديا الإلهية، فمنهم من قال 14 سنة ومنهم من ذهب إلى 22 سنة، فنحن أكيدون بأن مترجمها إلى العربية استغرقته 18سنة. وهذا ما لم يحدث في لغات أخرى حسب علمنا".
فحسن عثمان الباحث قبل أن يكون المترجم، هو من رواد منهج البحث التاريخي وكتابه المعنون بـ"منهج البحث التاريخي" يعد مرجعاً أساسياً في اختصاصه حتى أيامنا هذه، وقد تمكن بصدق من تطبيق هذا المنهج في اشتغاله على ترجمة الكتاب الذي يأتي تصنيفه الثاني بعد الكتاب المقدس غربياً وهو الكوميديا الإلهية. ولهذا السبب تجاوزت ترجمته للكوميديا الإلهية الترجمة بحد ذاتها، وجاءت النتيجة أننا أمام دراسة تاريخية شاملة لفترة حاسمة في تاريخ الفكر الإنساني وهي لحظة بزوغ عصر النهضة.
سيبدأ المشاركون العمل على الترجمة منذ الآن، حيث شُكلت لجنة علمية من مجموعة من ألمع المترجمين المتخصصين في ترجمة ونقل التراث بين اللغتين الإيطالية والعربية تساندها مجموعة من الأكاديميين المتخصصين في تاريخ القرون الوسطى وآدابه ولاهوته، وفي لغة دانتي والبلاغة الجديدة التي أسس لها، والآثار التي تركتها إلى اليوم، على الآداب والفنون الغربية، وأخيراً في الأدب المقارن، حيث تتتبع آثار الثقافات الأخرى في الكوميديا الإلهية وآثارها العابرة للغات على الثقافات الأخرى. ستخرج هذه اللجنة بتصور مشترك حول ما ينبغي تقديمه من إضافة وتحديث على النص، مستندين على الدراسات الحديثة التي صدرت وتناولت الكوميديا الإلهية في السنوات الأخيرة. باختصار هم سوف يدرسون، ويرتحلون، ويصبرون، ويستوعبون، ويتأمَّلون، ويستلهمون، ويمسكون باليراع لكي يعبّروا عن ترجمة حسن عثمان، في صورة أوفى وأجمل والتي بالتالي ستعكس صورة أجمل وأوفى لدانتي.
تطلق إذن، منشورات المتوسط مشروعها هذا ونحن على بعد شهور قليلة من حلول الذكرى الـ700 لوفاة دانتي أليجييري، وتأمل الدار أن يرى مشروعها النور مع حلول ذكرى وفاة حسن عثمان، الـ50 والتي ستحل في عام 2023.
الأكاديميون والمترجمون المشاركون حسب الترتيب الأبجدي:
أمارجي: الاسم الأدبيُّ للشَّاعر والمترجم السُّوري رامي يونس، أماني فوزي حبشي: من مواليد القاهرة، 1968. حصلت على ماجيستير في الترجمة ودكتوراه في الأدب الإيطالي من كلية الألسن جامعة عين شمس. حصلت على الجائزة الوطنية الإيطالية للترجمة عام 2003، لإسهاماتها في نشر الثقافة الإيطالية، وعلى نجمة التضامن الإيطالي، رتبة فارس عام 2004.
إيدّا زولّو جغراندي: أستاذة اللغة والأدب العربي في جامعة Ca’ Foscari (البندقية)، حاصلة على دكتوراه في دراسات الشرق الأدنى والمغرب من جامعة L’Orientale في نابولي.
عز الدين عناية: أستاذ جامعي تونسي ومترجم عن اللغة الإيطالية. مواليد 1966 في مدينة سوسة، يقيم في روما ويُدرّس في جامعتها، متخصّص في دراسات الأديان.
گاصد محمد: كاتب ومترجم عراقي (بابل 1981)، أستاذ اللغة والأدب العربي في جامعة بولونيا وجامعة ماﭼيراتا.
نجلاء والي: باحثة ومترجمة مصرية، حاصلة على دكتوراه الآداب في اللغة الإيطالية بدرجة مرتبة الشرف الأولى من كلية الألسن، وحالياً تعمل مدرِّس للغة العربية وتقنيات الترجمة من اللغة العربية إلى الإيطالية بجامعة تورينو.
ماريّانا ماسّا: مترجمة إيطالية منذ عام 2008، حاصلة عـلى ماجستير في كلية العلوم العربية الإسلامية من جامعة L’Orientale في نابولي بتخصص في الأدب العربي المعاصر، كما حصلت على شهادتين في الترجمة الصحفية والسمعبصرية من الجامعة الأمريكية في القاهرة.
وائل فاروق: ناقد وأكاديمي وشاعر ومترجم مصري، حاصل على درجة الأستاذية في لغات وثقافات الشرق الأدنى من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في إيطاليا، يعمل حاليا أستاذاً للدراسات العربية والإسلامية في كلية العلوم اللغوية والآداب الأجنبية وكلية العلوم السياسية والاجتماعية بالجامعة الكاثوليكية للقلب المقدس في ميلانو.