كلهم منسي: "إسلام إسماعيل".. أول شهداء "العملية سيناء"
الشهيد إسلام إسماعيل
لم يكن دخوله الكلية الحربية ليمر مرور الكرام فى حياته، فهى «مصنع الرجال»، التى حولته إلى فرد مقاتل، لا يهاب شيئاً، ولا يتمنى إلا أن يحقق البطولة ليأتى بثأر من سبقوه، أو أن يلحق بهم شهيداً، ليصدق فيما عاهد الله عليه، ويكون أول شهداء العملية الشاملة «سيناء 2018»، هو الشهيد الملازم أول إسلام إسماعيل.
كفاءته أهلته للانضمام إلى "مكافحة الإرهاب" وارتقى شهيداً عقب تخرجه من "مصنع الرجال" بعام
«إسلام» استشهد عقب تخرجه من الكلية الحربية بعام واحد فقط، ليكون أول شهداء الدفعة «111 حربية»، عن عمر ناهز 22 عاماً، لكنه خلال هذا العام حقق ما لم يحققه طوال الـ21 عاماً التى سبقته، حيث إن لياقته البدنية والذهنية العالية، وكفاءته فى الرماية دفعت القيادة لوضعه فى موقع من أصعب مواقع مكافحة الإرهاب فى هذا الوقت، مدينة رفح المصرية، ضمن قوات مكافحة الإرهاب بـ«الوحدة 999 قتال»، وهى وحدة من طراز خاص، تُكلف بمهام قد يصفها البعض بـ«المستحيلة»، لكنها تبهر الجميع فى تنفيذها.
«اللهم اغسلنى بدمى، واجعل كفنى ملابسى، وارزقنى شهادة حق فى سبيلك يا رب»، بتلك الكلمات اعتاد «إسلام» أن يسأل الله الشهادة، مقبلاً غير مدبر، دون خوف من طلقات رصاص، أو أى عدائيات قد تواجهه فى تنفيذ العمليات المكلف بها، حيث عرف بعلاقاته الجيدة بزملائه والعساكر فى نطاق كتيبته، وقتاله بصلابة وشدة فى مواجهة التكفيريين، لحماية بلاده من شرورهم، وعدم إلحاقهم بأهالى شبه جزيرة سيناء ما ألحقوه بأهالى بلدان أخرى.
«البطل» كان دائماً على «خط النار» رفقة زملائه، لكن شاءت الأقدار قبل انطلاق العملية الشاملة «سيناء 2018»، أن يكون فى راحته لمدة أسبوعين رفقة أسرته، ليتواصل مع قيادته ليطلب قطع الإجازة والعودة للقتال وهو ما تحقق، وكأنه كان يعلم بأنه على موعد مع الشهادة ويريد أن يلحق بها. وأثناء تنفيذ إحدى المداهمات فى مدينة رفح لبؤرة إرهابية تحقق حلم «الشهيد»، بأن يلقى ربه شهيداً كأول شهيد فى دفعته، وأول شهيد بالعملية الشاملة «سيناء»، فى 27 فبراير 2018.