خبراء تحليل بيانات الإنترنت: السيسي وصل لمرحلة "التشبع".. وصباحي "يتصاعد"
تناول الكاتب والسيناريست مدحت العدل، عبر برنامجه "أنت حر" المذاع على فضائية "سي بي سي تو" مساء أمس، في حلقة خاصة، تحليلًا لشعبية كل من مرشحي الرئاسة حمدين صباحي والمشير عبدالفتاح السيسي، على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما في الفترة الأخيرة مع بدء الحملات الانتخابية لكل منهما، وتحليل لآخر لقاءاتهما.
واستضاف العدل، في حلقته لتحليل شعبية مرشحيّ الرئاسة، العضو المنتدب لشركة "ترينداك" للإحصائيات محمد عبدالمطلب الذي يعمل على إحصائيات وتحليلات الإنترنت، مؤكدًا في بداية حديثه أن الشركة في 2012 تابعت المناظرة بين الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وعمرو موسى إبان منافستهم في الانتخابات الرئاسية السابقة، ولاحظوا أن عدد الأشخاص الذين يتكلمون عن المرشح حمدين صباحي زادوا بشكل أكبر، وتحوّل الأمر لمعرفة ماذا يقول الناس، ولغتهم المستخدمة.
وحول توقّعاته عن المرشح الفائز في الانتخابات، قال عبدالمطلب، إن هناك بعض الشرائح غير ممثلة بشكل كافٍ لوضع توقعات، لعدد من الأسباب منها عدم قدرتها على استخدا الإنترنت، أو عدم توفر جهاز كمبيوتر لديها، أو عدم قدرتها على الكتابة، موضحًا أنه على مستوى العالم كانت النسب التي تخرج حول فوز مرشح بعينه كانت قريبة من النتيجة الحقيقية، كما أن هناك فرقًا بين عدد مستخدمي "فيس بوك" وعدد مستخدمي "تويتر"، حيث يستخدم "فيس بوك" 13 أو 14 مليونًا، في حين أن "تويتر" يستخدمه مليون شخص فقط.
وتابع عضو شركة "ترينداك": "هناك فرق في نوعية المستخدمين، حيث إن تويتر يستخدمه أنواع الأشخاص المتفاعلين بشدة، وسنجد أن كثيرًا من الناس من المتفاعلين أو المشاركين أكثر تأثيرًا على من حولهم بـ(تويتر)، حيث إن هناك مؤيدين لمرشح ما في مصر لا يأتون بذكر المرشح الآخر، أما عن مؤيدي المرشح الثاني فهم يستخدمون الكلمات والهاشتاج الخاص بالمنافس".
وأشار عبدالمطلب إلى أن هناك توجّهًا عامًا أكثر ناحية السيسي، وهذا التوجه بدأ يختلف بعد حواراته التليفزيونية، وفي آخر ثلاثة أيام نجد أن مجموعة من مؤيدي السيسي يعترض منهم 10% على أشياء تخص حملته الانتخابية، وعلى الناحية الأخرى نرى أن الانطباع العام عن صباحي لدى مؤيديه، المحايدين 74%، ومن لديهم انطباع إيجابي مساوون لمن لديهم انطباع سيئ، الأمر الذي يوضح أن حملته لا تستطيع تغيير الانطباع عن مرشحه، لأن هذا الأمر يعني أن كل مؤيديه محايدين تجاه أفعاله أو أقواله أو تصريحاته".
وحول إجمالي عدد التغريدات حول المرشحين، منذ يوم 9 مايو حتى 15 مايو، كانت التغريدات التي تقال عن حمدين تتغيّر أعدادها، وكمية التغريدات أكثر من حملة السيسي، الأمر الذي يعكس عدم وجود تأثير قوي من حملته ويجعلهم يقومون بعمل تغريدات لتحريك المواطنين.
وعن "هاشتاجات" المرشحين، كان للسيسي الهاشتاج الأكثر شيوعًا وبها كلمة "مصر" ولا يوجد به حديث عن السيسي، بينما كانت هاشتاجات صباحي "هنكمّل حلمنا" بها ذكر للسيسي وحملته، الأمر الذي يعكس أن الكثير من مؤيدي حملة حمدين يضعون نفسهم في موقف "مش هنتخب السيسي علشان كذا.. وهروح لحمدين"، ومؤيدي السيسي يتحدثون عن المشير فقط دون ذكر صباحي وحملته.
ومن جانبه، قال الدكتور خالد الغمري، الخبير في علوم اللغة وتحليلات الإنترنت ومؤسس المرصد الإحصائي للمحتوى العربي على الإنترنت، إن فكرة المرصد بدأت في 2011، عندما تم التفكير في وضع المحتوى العربي على الإنترنت، خصوصًا وأن هناك إحصائيات تشير إلى أن المحتوى العربي 3% فقط من المحتوى العالمي.
وحول المقارنة بين حملتيّ المرشحين السيسي وصباحي، قال الغمري إن البيانات تظهر كل من قام بالبحث عن اسم أي مرشح، وعمل إحصاءات على مستوى المحافظات والمدن، وهي جزء من المؤشر، لأن زيادة البحث على "جوجل" هو مؤشر لشيء، موضحًا أن هناك تأثيرًا خاصًا بلقاء حمدين والسيسي في حواراتهما التليفزيونية، وهو على "المقاطعة"، حيث قرر الكثير بعد حوارات المرشحيْن عدم المقاطعة والمشاركة في التصويت، بالإضافة أيضًا إلى أن هناك محافظات معينة بعد الحوار قررت ترشيح مرشح بعينه.
وأضاف أنه تم رصد المحتوى العربي في 2 ونصف مليون موقع ومدونة وأكاونت على السوشيال ميديا، و21 مليون ملف على الإنترنت، وتم عمل موقع لنا، ورصدنا محتوى منذ 1997 حتى 2012 وكان من 3 إلى 3 ونصف بالمئة، وكان الاهتمام الأصلي هو نوع المنتج، ورصدنا ارتفاع المحتوى الخاص بالدفاع عن حقوق الإنسان، وبعض المؤشرات الخاصة برصد حالة من الاهتمام بالتغيير.
وأكد الغمري أن هناك 4 دراسات قاموا بها تخص مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات، ولاحظنا في يوم 25 يناير ظهور جهاز إعلامي جديد يوازي التليفزيون وهو "فيس بوك"، ولاحظنا أيضًا أن منحنى النمو والنضوج للإعلام البديل كان يفوق الإعلام التقليدي في فترة الـ18 يومًا عقب ثورة يناير مباشرة.
وأضاف أنه قام بالحصول على 3706 حوارات دارت داخل البيوت المصرية حول ترشح أحد المرشحيْن، وكان توزيع اتجاهات الرأي داخل العائلة هو أن الآباء لديهم اتجاه كبير منهم ناحية السيسي، والمقابل لهم يتجهون أكثر لصباحي، وعن الأمهات يميلون للسيسي أكثر من الآباء، والبنات قريبون جدًا بين الاختيار للمرشحين.
وتابع: "هناك ثلاثة كتل كبيرة وهم المؤيد للسيسي والمؤيد لصباحي والمقاطع تمامًا، واللعبة ستكون في إقناع المقاطعين بالتصويت، لأن المقاطعين جزء كبير، كما أن السيسي وصل لمرحلة التشبع من المؤيدين، وصباحي في حالة تصاعد، ولو أن المقاطع راجع نفسه سيحدد الرئيس، وسيقوم بتغيير التوازن".