بروفايل| حسين الإمام.. صانع البهجة
البعض يتذكره بحلقات برامج المقالب التى احترف تقديمها عبر سنوات متتالية، والبعض ارتبط بألحانه وتوزيعاته لأغنيات محمد منير والمطربين الشباب فى فترة التسعينات، والبعض الآخر أُعجب بأدواره فى السينما أو التليفزيون، ولكن بالتأكيد أجمع الكل على أن حسين الإمام كان من صنّاع البهجة.
كان حسين الإمام متعدد المواهب، فهو ملحن وموزع وكاتب أغان وممثل ومقدم برامج ومخرج كليبات. رفع شعار «الاختلاف والجرأة والتمرد» فى معظم أعماله، خاصة الغنائية منها، وربما كان لنشأته فى منزل فنى دور كبير فى محاولته خلق طريق مختلف عما نشأ عليه، فوالده هو مخرج الروائع حسن الإمام الذى سانده فى بداية حياته كممثل من خلال إتاحة الفرصة له للمشاركة فى أدوار صغيرة بأفلامه، ولكن الابن كانت له ميول أخرى تجاه الغناء والموسيقى، وهو ما جمعه بشقيقه مودى الإمام ليكوّنا معاً فريقاً غنائياً قدما من خلاله خمسة ألبومات غنائية، كما قام بتلحين وتوزيع العديد من الأغنيات الشهيرة لبعض الأفلام من بينها «كابوريا»، «استاكوزا»، «آيس كريم فى جليم» وغيرها، وفى نفس الفترة لحن ووزع أغنيتين لمحمد منير فى ألبوم «افتح قلبك» وهما «العالى يابا» و«جننى طول البعاد»، وشارك يسرا الغناء فى كليب «جت الحرارة».
فى مجال التمثيل شارك فى بطولة العديد من الأفلام، وكانت أغلبية أدواره تندرج تحت تصنيف الشرير خفيف الظل.. ولكنه فى السنوات الأخيرة باتت لديه حالة من النضج الفنى فى الأداء جعلته يحصل على إشادة الكثير من النقاد، وخاصة فى أعمال مثل فيلم «واحد صفر» و«آدم وجميلة» .. وغيرهما.
أما فى مجال البرامج فقد منحه المنتج طارق الكاشف والخبير الإعلانى طارق نور فرصة تقديم البرامج فى رمضان من خلال برنامج «حسين ع الهوا»، الذى استمر لعدة مواسم بنجاح، دفعه لتكرار التجربة من خلال برامج مثل «حسين ع الناصية»، «ما تيجى أقولك»، «فاصل ونواصل»، «إيه النظام»، و«كلام حسين».
كان حسين الإمام من ضمن شخصيات قليلة جداً فى الوسط الفنى اتفق الجميع على حبها، خاصة وسط زملائه والعاملين بالوسط بشكل لافت، وهذا قلما يتكرر فى الوسط الفنى، وكانت تربطه علاقة صداقة وطيدة بالكثير من الفنانين من أجيال مختلفة، وكان الجميع يتفقون على وصفه بطيبة القلب والسماحة والبساطة والقدرة على صناعة البهجة حتى فى جلساته الخاصة وسط أصدقائه.