م الآخر| الجيش المصري.. تاريخ ومستقبل
يتساءل الكثيرون من المهتمين بالشؤون المصرية، كيف يستطيع الجيش المصري أن يحصد هذا الشعور بالحب والألفة والترحيب من شعب مصر، رغم أن معنى الجيش هو أن يحتوي على العنف والسلاح والخوف؟!
كيف يمكن لحامل السلاح أن يحصد الفرحة في عيون الناس، وأن يقدروه كل هذا التقدير - لحد قد يصل إلى المبالغة لدى البعض - رغم أنهم لايصنعون ذلك بأيديهم ولا يركضون وراءه ولا ينتظرونه؟!
والجواب الصحيح على هذه التساؤلات، هو رد بسيط جدا ومفهوم جدا:
** الجيش المصري يختلف عن باقي الجيوش في العالم، بكونه لايحتوي على عصابات وأفراد مجرمة تعشق الدم في أي مكان.
** الجيش المصري يمكنه صنع الابتسامة على الشفاه المصرية، لأنه قد أوجد ارتباطا شرطيا في عقول المصريين وقلوبهم، بين تواجدهم وبين الشعور بالأمان.
** لذلك انتشر كثيرا تعبيرغريب ينتقد المصريين "هم الشعب الوحيد الذي ينزل الشوارع ليحتفل بحظر التجوال"، وهم في حقيقة الأمر يحتفلون بمن فرض حظر التجوال ومن ينفذه.. الشعب فعلا يعشق جيشه.
** الجيش المصري لديه تركيبة نفسية مختلفة عن باقي الجيوش، وكيمياء حياتهم وطريقتها، تصنع نموذجا يحتذى به في كثير من الأحيان، فهم يقدمون أنفسهم كشكل نموذجي لحياة إنسان مصري عاش للوطن ومستعد للموت من أجله، ولو أخطأوا - فليس منا أحد يصل للكمال - فإنك تجد لهم مبررات كثيرة، لأن رصيد حب الشعب لهم يغفر لهم في كثير من الأحيان.
** الجيش المصري لايتكون من كيان حربي فقط، ولكنه أفراد وشباب مصريين، ينتمون إلى عائلاتنا، اختارهم الله لنيل شرف الانتماء للمؤسسة العسكرية، فتأسسوا منذ الصغر على حب الوطن والرجولة والأخلاق.. على تحمل المسؤولية وفداء الغير والتضحية والكيان المكتمل، لذلك نجدهم مختلفين عن باقي أفراد المجتمع في التصرفات والخطوات والتعبير عن المواقف.
** الجيش المصري هو أول جيش في التاريخ خاض كثيرا من الحروب، وكان البطل فيها كما تعودنا، وتشهد معركة قادش وعين جالوت وحطين والمنصورة وغيرها من الحروب، ثم أكتوبرالمجيدة، على ذلك، فهو مؤيد من الله، ينتصر إذا حارب، ولا ينهزم ولكن يغدر به، لذلك فالشامتين من النكسة لم يفهموا أن الجيش لم يحارب وقتها، ولكنه تم الغدر به، والكيد له، ولو حارب لقضى على ما تسمى إسرائيل.
وللحديث بقية..