في ذكرى تكريسها.. قصة كنيسة مارمينا ولغز قارورة الشفاء
![غلاف كتاب السنكسار](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/8886613571539766639.jpg)
غلاف كتاب السنكسار
يحتفل الأقباط الأرثوذكس، اليوم الاثنين، بحسب "السنكسار الكنسي"، بذكرى تكريس كنيسة مارمينا العجايبي بمريوط.
و"السنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
وحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الاثنين، 15 من شهر بؤونة لعام 1736 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنه في مثل هذا اليوم تم تكريس كنيسة مارمينا العجايبي بمريوط، والتي عرفت في كتب التاريخ بـ"منطقة بو مينا".
ويذكر السنكسار، أنه بعد اكتشاف قبر "مارمينا" وظهور العديد من قصص المعجزات منه، ألح أهالي مدينة الإسكندرية على البابا أثناسيوس الرسولي سرعة بناء كنيسة باسم الشهيد، وبالفعل بنيت الكنيسة (363- 364م)، وتوجه البابا ثاؤفيلس البطريرك الـ23 لزيارة المنطقة فقرر توسيعها وبناء كاتدرائية كبرى، كما قام الملك أناسطاسيوس بإنشاء منازل واستراحات لاستقبال الزوار، وكذلك مستشفيات وأسواق وغيرها.
وذاع خبر هذه المنطقة في جميع أنحاء العالم، فقام الدير بعمل قوارير فخارية لتوزيع المياه المقدسة من البئر المحيطة بالقبر، والتي كان لها قوة عظيمة على الشفاء من الأمراض، وعُثر على الكثير من هذه القوارير في متاحف ألمانيا وفرنسا وأورشليم والسودان.
ويشير السنكسار، إلى أنه بدأ الخراب يتسرب إلي هذه المنطقة تدريجيًا، ففي عهد الخليفة المعتصم؛ جاء مهندس من بغداد ونقل رخام الكنيسة الكبرى إلى العراق عام 850م، أما الخراب الشامل فقد حل بالمنطقة في القرن 13 بسبب غارات البربر والبدو ولم يبق سوي أكوام من الرمال.
ومع بداية القرن العشرين قام العالم الألماني الشهير كارل ماريا كاوفمان (1905- 1907) بإجراء حفائر في المنطقة، واكتشف قبر "مارمينا" والكنيسة التي فوقه، وكذلك الكنيسة الكبرى وبعض المعالم الهامة الأخرى، وتوالت زيارات العلماء الاجانب والمصريين للمنطقة بعدها.
ويضيف السنكسار، أن النقلة الكبرى للمنطقة كانت على يد البابا كيرلس السادس، الذي وضع حجر الأساس في يوم الجمعة 27 نوفمبر 1959، ثم قام بوضع حجر أساس كاتدرائية دير مارمينا في 24 نوفمبر 1961، وتمت رهبنة أول دفعة من سبعة رهبان بالدير خلال عام 1964 ليتم إحياء منطقة "بو مينا" مرة ثانية.
وقام البابا شنودة الثالث بتدشين كاتدرائية مارمينا في يوم الأحد 9 يناير 2005، وقامت منظمة اليونسكو بإدراج المنطقة ضمن قائمة التراث العالمي، وبذلك أصبح الدير واحدًا من أهم المواقع الأثرية في مصر.
ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية (ثلاثة عشر شهرًا)، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.