م الآخر| "شجيع السيما" 2-3.. الثقة في النفس صفة مكتسبة
تحدثنا معًا في الجزء الأول عن مدى أهمية الثقة بالنفس في حياة كل فرد فينا، بل وفي غيابها - الثقة بالنفس - نجد أننا ننقاد للأسف لمن يحيطون بنا، لتكُن حياتنا مغطاة بالكامل بسحابة من القلق، لغياب رمانة ميزان الحياة ألا وهي (الثقة بالنفس).
لكن هل الثقة بالنفس تولد أم أنها مكتسبة؟ وكيف يمكنني اكتساب طاقة الثقة بالنفس والاستفادة منها بشكل صحيح؟، الإجابة تحملها سطور همستي لك هذه المرة، وسأحاول أن أكون موجزًا ومحددًا كي تصل لك بأيسر السبل، وأكثرها قابلية للتطبيق في خطوات بسيطة.
فـ "الثقة بالنفس" هي بالطبع شيء مكتسب من البيئة التي تحيط بنا، والتي نشأنا بها ولا يمكن أن تولد مع أي شخص كان، وهنا يطرح سؤال نفسه: ماهي دوافع انعدام أو ضعف الثقة بذاتي؟.
الإجابة عزيزي عندك "أنت" لكني سأحاول أن أجمل بضع دوافع عند أغلب الحالات، والتي تتسبب في ذلك، ومنها:
1- تهويل الأمور والمواقف، بحيث تشعر بأن من حولك يركزون على نقاط ضعفك، ويرقبون كل حركة غير طبيعية تقوم بها.
2- الخوف والقلق من أن يصدر منك تصرف مخالف للعادة؛ حتى لا يواجهك الآخرون باللوم أو الاحتقار.
3- إحساسك بأنك إنسان ضعيف، ولا يمكن أن تقدم شيء أمام الآخرين بل تشعر بأن ذاتك لا شيء يميزها، وغالبًا من يعاني من هذا التفكير الهدّام يرى نفسه إنسان حقير، ويسرف في هذا التفكير حتى تستحكم هذه الفكرة في مخيلته وتصبح حقيقة للأسف.
4ـ تلقي بعض الانتقادات الحادة من الوالدين أو المدير بشكل مؤذي أو جارح.
5- التعرض لحادث قديم، كالإحراج أو التوبيخ الحاد أمام الآخرين، أو المقارنة بينك وبين أقرانك والتهوين من قدراتك ومواهبك.
6- نظرة الأصدقاء أو الأهل السلبية لذاتك، وعدم الاعتماد عليك في الأمور الهامة، أو عدم إعطائك الفرصة لإثبات ذاتك.
هذه باختصار هي بعض دوافع عدم الثقة بالنفس، ولابد عزيزى وعزيزتى بعد مراجعتها وتحديد ما يخصك بينها عليك بعدها مصارحة نفسك، فليس كالصراحة مع النفس وعدم "التطنيش"، أو تجاهل للمشكلة بإيهام النفس أنها لا تعاني من مشكلة؛ فالتهرب لا يحل المشاكل بل يزيد النار اشتعالًا.
لنستكمل معًا بإذن الله فيما بعد الإجابة عن السؤال الأهم، وهو كيف يمكنني اكتساب طاقة الثقة بالنفس، والاستفادة منها بشكل صحيح؟،
وأختم همستي لكم هذه المرة:
حارب الخوف واتغير للأحسن.. ابدأ أولًا بتغيير بسيط بحياتك.. ثم استغل قدراتك كلهـا للوصول للتغيير الإيجابي؛ ليكُن التغيير جزء أصيل من حياتك.