الثانوية العامة.. "شبح" يهدد مشاركة 500 ألف أسرة مصرية بالانتخابات
فزع في البيوت المصرية، توتر وقلق تعيشه الأسر في هذا التوقيت من كل عام، إنه "بعبع الثانوية العامة"- إن جاز التعبير، والذي قد يؤثر هذا العام على الانتخابات الرئاسية، التي تأتي قبل أيام من انطلاق الامتحانات مطلع يونيو المقبل.
500 ألف طالب استلموا منذ أيام أرقام جلسوهم، ويقضون وقتهم بين الكتب والدروس الخصوصية والاستذكار لساعات طويلة، في وقت تحاول الأسرة توفير كل سبل الراحة لهم، ومنع أي شيء يشغلهم عن المذاكرة ومراجعة دروسهم، حتى لوكان اختيار الرئيس القادم.
"إحنا دلوقتي بنشارك في صنع مستقبل ولادنا"، هكذا يصف السيد حسين، والد التوأم في المرحلة الثانوية "علي" و"نادية"، الحال وأنه يقضي وقته في مراجعة الدروس لأولاده من أجل الامتحانات، متابعًا: "مش هاروح أضيّع أربع أو خمس ساعات في طابور انتخابات طويل، وأسيب أولادي في أيام صعبة زي دي".[FirstQuote]
ينتقد والد "توأم الثانوية العامة"، توقيت الانتخابات الذي يتزامن مع امتحانات أولاده، قائلًا: "كانت ممكن الانتخابات تتأجل شوية، كدة ناس كتير مش هتروح تنتخب، مستقبل ولادنا أهم من أي حاجة"، أما "أم ندى" الطالبة في الثانوية العامة بالشعبة العلمية، فتختلف مع "والد التوأم" في وجهة نظره، مؤكدة أن التصويت واجب على كل مواطن، وقائلة: "مستقبل ولادنا مش هيكون كويس، لو حكمنا رئيس مش خايف على مصالحنا، ويوفر لهم فرص عمل مناسبة بعد التخرج، هعمل إيه لو بنتي أو ابني خد شهادة كويسة، وقعد في البيت لأن مفيش شغل، أتعب ساعة أو ساعتين في الطابور، وولادي ميشقوش العمر كله".
وفي وقت لا يحق لأعداد كبيرة من الطلاب المشاركة في الانتخابات، لأنهم لم يبلغوا السن القانونية للتصويت المقرر لها 18 عامًا، كان هناك طلاب تجاوزوا سن التصويت، ويحق لهم المشاركة، ولكن الدروس الخصوصية والمذاكرة والامتحانات ستمنعهم من المشاركة، وكان من بين هؤلاء رحاب مصطفى، والتي تقول: "يوم الإثنين المقرر فيه التصويت، سيكون يومًا مزدحمًا بالدروس، ونحن في فترة مراجعات نهائية، واستحالة نسيب حصة في وقت زي ده"، وذلك سيسبب صعوبة لها في النزول إلى صناديق الاقتراع، مضيفة أنها كانت تتمنى المشاركة والإدلاء بصوتها، ولكن ذلك سيكون يومًا صعبًا بسبب قرب موعد الامتحانات المقرر لها يوم 8 يونيو المقبل، ما يسبب أزمة في تحصيل المواد ومذاكرتها، مؤكدة "صوتي أمانة ولكن الثانوية العامة عبء كبير يمنعني من المشاركة.[SecondQuote]
"مش شايف حد ينفع يبقى رئيس، وفي الظروف اللي إحنا فيها دي محتاجين رئيس عاقل وعادل مش ديكتاتور" كلمات قالها عبدالله محمود، أحد طلاب الثانوية العامة، الذين لهم حق التصويت، وتمنعه عدة أسباب من التصويت، أولها أنه غير مقتنع بأي من المرشحين، ويفضل المقاطعة، والثانية طروف الامتحانات، التي تمنع مشاركته، فكل طالب في عرض دقيقة، ليحصّل ما فاته من دروس، خاصة أن فترة المراجعات النهائية، هي من أهم الفترات التي يعيشها الطلاب قبل الامتحانات، محملًا بضغوط نفسية وأعباء تمنعه عن التفكير في أي ورقة سوى ورقة الامتحان وشكل الأسئلة، حتى لو كانت ورقة التصويت لاختيار رئيس مصر القادم.