أصحاب المطابع تأثروا بأزمة كورونا: عمالنا ما يقدروش يشتغلوا أون لاين
علي العميد
لم يسلم أصحاب المطابع من الأزمة، وتأثر كافة العاملين بها نتيجة انتشار فيروس كورونا، ذلك المجال الذي يعتمد على دور نشر الكتب بشكل كبير، حيث لجأ أصحابها إلى تخفيض المرتبات، والبعض الآخر إلى تسريح أعداد كبيرة من العمالة، حالمين بانتهاء الأزمة خلال الفترة المقبلة.
"العميد": أعتمد بشكل رئيسي في شغلي على دور النشر.. ولم يستطيعوا دفع ما عليهم من أموال
علي العميد، 37 عامًا، صاحب مؤسسة العميد جروب للكمبيوتر والطباعة، أوضح أنه يعمل مع الكثير من دور النشر المعروفة على الساحة، وبالتالي تأثر نتيجة الظروف الصعبة التي تمر بها دور النشر من حيث الأعداد أو الكمية التي يطبعها لمختلف الكتب داخل المطبعة، قائلا: "للأسف كان اعتمادي الأول والأخير داخل المطبعة على الشغل اللي بتطلبه دور النشر".
واضطر "العميد" بسبب تلك الأزمة الكبيرة إلى تخفيض مرتبات العمالين بالمطبعة منذ بداية ظهور فيروس كورونا، كما أنه أعطى لهم إجازات لعدم وجود عمل يقومون به، حسبما أوضح، مضيفًا: "العمال اللي عندي مينفعش يشتغلوا أون لاين زي العاملين في مجالات تانية كتيرة، لأن الشغل عندي معتمد على ماكينات الطباعة"، مشيرًا إلى أنه يتخوف من استمرار تلك الأزمة لفترة طويلة حتى لا يضطر إلى تسريح العمال مجبرًا لضيق الأحوال المادية داخل المطبعة.
وأكد "العميد" أن دور النشر التي تتعامل معها المطبعة لم تستطع دفع ما عليها من أموال تجاه المطبعة، وهي الدفعة المالية التي كان من المفترض دفعها خلال الفترة التالية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، على الرغم من أن لها اسمها في السوق المصرية، ويرى "الرجل الثلاثيني" أن تلك الأزمة مستمرة خلال الفترة المقبلة حتى مع قرار رفع حظر التجوال، وأنها لن تنتهي إلا من خلال بداية العام المقبل وإقامة معرض القاهرة الدولي للكتاب.
"رزق": اضطريت أمشي 70% من العمالة والباقي قاعد بيشتغل بنصف الثمن
ويتفق معه محمود رزق، 65 عامًا، وصاحب مطبعة، ويعمل في هذا المجال منذ أكثر من 50 عامًا، قائلا: "الوضع بقى سيئ جدًا إحنا اتخرب بيوتنا، وأنا كصاحب مطبعة اضطريت إني أمشي 70% من العمالة اللي موجودة عندي، والباقي من اللي قاعدين بيشتغلوا بنصف الثمن بالتراضي معاهم"، مشيرًا إلى أن ذلك الأمر لم يكن بيديه أو برضاه وكان من الصعب عليه التفريط في أفراد يعملون معه في المطبعة من سنوات طويلة ولديهم أسر يصرفون عليها، "الظروف هي اللي أجبرتني على كدة لأني مش هاقدر اديلهم لهم المرتبات".
لا يعلم "رزق" متى ستنتهي تلك الأزمة المالية الشديدة التي يمر بها، وعليه الكثير من المديونيات تجاه الأماكن التي يشتري منها المواد الخام المستخدمة في الطباعة كالورق والأحبار، لأنه يقوم بدفعها على أقساط متعددة، وفقًا لحديثه، متابعًا: "مش عارفين هندفع الفلوس اللي علينا دي كلها إزاي لغاية دلوقتي، ده في ناس كتيرة صفت شغلها في المطابع بتاعتها ووقفته خالص لأن الوضع صعب جدًا علينا كلنا، وللأسف المطابع كانت من أكتر الأماكن والجهات اللي حسيت أو تأثرت بأزمة كورونا، لأنها شغالة مع أكتر من جهة وكل شغلهم واقف سواء دور النشر أو الشركات أو المطاعم".
يضع "الرجل الستيني" أملا على الفترة الحالية وخاصة مع قرار رفع حظر التجول وتخفيف الإجراءات في رفع معدل الشراء مرة أخرى، حسبما أكد، مضيفًا: "لازم أكون متفائل عشان لو متشائم هاموت، وللأسف الفترة اللي جاية حتى مع رفع الحظر مش هتكون سهلة خالص لأنه هيبقى كل همنا هو تسديد المديونيات اللي علينا سواء كهرباء أو إيجارات ومش قادرين ندفعها"، مشيرًا إلى أنه سيعمل خلال الفترة الحالية حتى يستطيع تسديد مديونياته وليس من أجل المكسب، وأن ذلك الوضع أثر على نفسيته بشكل كبير خلال الفترة الماضية بسبب الأزمة المالية.