حوادث غرق مأساوية شهدتها عدد من الشواطئ مؤخراً، كان أكثرها دراما غرق 11 شخصاً فى محاولة لإنقاذ طفل فى شاطئ النخيل بالإسكندرية، الذى يطلق عليه "شاطئ الموت"، مما دفع مجموعة من الغواصين، إلى تقديم خدماتهم مجاناً، وهى انقاذ الغرقى وانتشال جثث المفقودين فى قاع البحر، وذلك بعد أن ازدادت أسعار الغواصين ووصلت إلى أرقام فلكية لا يقدر عليها الأهالى المكلومين.
محمود عبد الجواد، 37 عاماً، من ملوى فى المنيا، رفض فكرة أن الصيف هو موسم رزق الغواصين، بل هاجمها وأنشأ مع زملائه الغواصين المحترفين والهواة، جروب من أجل المساعدة فى انتشال الغرقى مجاناً على مستوى مصر كلها تحت اسم "غواصين مصر": "فكرتنا عن العمل الخيرى كانت من خلال أننا نسخر شغلانتنا اللى بنحبها ونعشقها ودفعنا فيها فلوس كتير علشان نتعلمها لخدمة الناس، خصوصا أن أهل الغريق بيكونوا فى حالة صعبة جدا، وبيكونوا مستعدين يدفعوا كل اللى يملكوه علشان يطلعوا جثة الشخص اللى يقرب لهم من البحر، وده طبعا ممكن حد يستغله، علشان كده بنقدم خدماتنا فى انتشال الغرقى بدون مقابل".
يشير "محمود" إلى أنه يعمل حالياً "كهربائى" مع توقف العمل تماماً بسبب جائحة فيروس كورونا، وهو ما يؤكد أنه لو كان يرغب فى المال كان جعل خدماته بمقابل: "معانا ناس محترفة، وعندهم أكاديميات ومن كل مكان فى مصر، والجروب بنستقبل عليه الحالات، لو حد عنده واحد غرقان فى مكان ما بيحدد لنا المكان بالظبط وأقرب متطوع من المكان ده بيروح له على حسابه الشخصى تماما، سواء فى مواصلات السفر، المعدات، وممنوع ياخد أى فلوس من أهل الغريق".
تأجير المعدات تبدأ من 7 آلاف جنيه، حسب "محمود": "فى ناس بتكون ساكنة فى الغردقة وتروح علشان تنقذ وتساعد ناس فى الصعيد أو إسكندرية، إحنا بنعمل كله لوجه الله، ولما حد حاول ياخد فلوس من الناس على حسنا طردناه، وكل اللى بنحلم بيه أن الدولة تبص بعين الرحمة لحال الغواصين اللى مالهمش شغل".
أحمد مجدى، معلم سباحة ومدرب إنقاذ في الإتحاد المصري للغوص والإنقاذ، من الغطاسين الذين يقدمون خدماتهام بشكل مجانى، مع مجموعة من زملائه: "عاملين جروب مفتوح، أى شخص عنده حالة غرق يعلن عنها ويسيب رقمه، وإحنا بنروح له فوراً، وغالبا بيتم اللجوء لينا بعد ما الإنقاذ النهرى أو البحرى يروحوا ويعملوا شغلهم وما يوصلوش لنتيجة، وطبعاً أي أم أو أب ابنه غرقان في البحر، استحالة يعرف ينام قبل ما يطلع ويشوف جثمانه، فطبعا بيستنجدوا بالغواصين علشان ينزلوا يدوروا عليهم ويطلعوهم فى أقرب وقت ممكن"، مؤكداً أنهم يتحملون تكلفة السفر والمعدات: "ولو الغطاس مش معاه معدات ممكن الأهل تتكفل بمصاريف تأجير المعدات، وده بيكون غصب عننا، لأننا بنكون عايزين نخدم بسرعة ومش معانا معداتنا وعلشان نروح نجيبها هناخد وقت طويل".
تعليقات الفيسبوك