تركيز عالى يحتاجة خلال أدائه لمهمته، التى تمتد لأيام طويلة وساعات على مدار اليوم، لنحث مجسم نابض بالحياة، صورة طبق الأصل لمثيله فى الواقع، بنفس التشريح العضلى وملامح الوجه وحركة الجسم.
خيل بالحجم الطبيعى، ينحتها محمد رضا، الشهير بـ"محمد فلافيو" من خامة "فايير جلاس"، لمميزاتها العديدة، فهى متينة ولا تتفاعل مع عوامل الشمس وتقلبات المناخ، وخفيفة فى النقل، فتبدو للوهلة الأولى حقيقية، وتأسر قلب كل من يقع بصره عليها.
"لعب عيال"، هكذا بدأت موهبة "محمد"، ٢٤ عاما، حيث كان يهوى اللعب بالطين وتصميم أشكال مختلفة، وأخذ يطور من موهبته إلى أن امتلك أدواته، وأصبحت لديه القدرة على نحت بعض الأعمال من وحى خياله، وأخرى نقلاً عن صور، ويحتفظ بعدد منها فى "أتيلية" يمتلكه.
نشأ الفنان الشاب فى منطقة مصر القديمة، بجوار مسجد عمرو بن العاص والكنيسة المعلقة، ما كان ملهما له وعزز روح الفن داخله: "عندنا حرف كتيرة منتشرة زى الجلود، نحت خشب يدوى، فخار وغيره".
٩ سنوات مارس "محمد" خلالها النحت بشكل محترف، وعمل خلالها مع أكثر من أستاذ بكلية الفنون الجميلة، وكانت أول خطواته كمساعد لأستاذ بالكلية فى مهمة نحت بالمسرح القومى فى العتبة، واستمر التعاون بينهما فى أكثر من معرض: "كنت بقف جنبه وألاحظه خطوة بخطوة، لحد ما اتعملت النحت الميدانى والتشريح والجداريات".
فرس ومهر، صممه "محمد" مؤخرا، كديكور لاسطبل خيل عربى بالحجم الواقعى، المهمة التى ليست بالسهلة: "الأول بنصمم شاسيه حديد بالشكل المطلوب، ثم مرحلة الطين، بعدها عمل اسطمبه جبس وبداخلها نصب خامة الفيبر جلاس، لان لو كان الحصان من الطين، صعب نقله".
"محمد" حصل على شهادة دبلوم صناعى، ويرى أن معظم العاملين بالمجال إما طلاب أو متخصصين، وأن قلة من الهواة يمتهنون النحت، ويستعد حالياً لتجهيز معرض خاص بالخيول، يضم منحوتات لها بأحجام وأنواع مختلفة، وبشكل تجريدى، رغم أن الأمر مكلفاً: النحت بخامة فيبر جلاس مكلف، لأنها مستوردة، الحصانين تقريبا تكلفتهم ٥٠ ألف جنيه".
لدي "محمد" طموح كبير أن تنتشر أعماله، ويخلد اسمه فى مجاله كفنان شارع نشأ وسط الناس وفى بيئة شعبية.
تعليقات الفيسبوك