مشاهد الغضب ترفع شعار «إلا رسول الله»
ربما يتحمل المصريون عشرات السنين من الظلم والقهر والفساد، قبل أن تتسرب قطرات الاحتجاج من «سماء الغضب»، لتتحول تدريجياً إلى سيول بشرية تملأ ميادين الوطن. ولكن إذا ما اقتربت من منطقة «التدين» داخل المصريين أنفسهم، فالانتظار هنا أبداً لا يطول.. يضرب رعد الإهانة فى سماء الغضب مباشرة، لتنهمر سيول البشر إلى الميادين فى اللحظة نفسها، دون أى ثانية من تأخير.
انطلقت «رصاصة الإهانة» صوب قلب المصريين مباشرة، ومع أول إشارة إلى وجود الفيلم المسىء للرسول صلى الله عليه وسلم، عادوا مباشرة إلى ميدان الغضب - التحرير - ومنه إلى السفارة الأمريكية، ليجدوا أنفسهم من جديد فى مواجهة قوات الأمن، لتتكرر مشاهد العنف «المتبادل» بينهما، وتسيل الدماء المصرية بين الجانبين، متوهمين أننا على هذا النحو وبتلك الطريقة ننصر نبيَّنا الكريم فى مواجهة الفيلم المسىء.
هؤلاء «شباب السلفيين» وقد انضم إليهم «شباب الألتراس» فى ثنائية جديدة - معها كل أطياف المجتمع المصرى - تواجه ما تصفه بـ«العدوان الصليبى» على الإسلام والمسلمين، وإن وقف الأمن حائلاً دون الانتقام، فلا يحصد هو الآخر سوى العدوان. تلك مشاهد من المواجهات «العمياء» فى حدود السفارة الأمريكية بالقرب من ميدان التحرير، عاد خلالها «الحجر» معانداً «القنابل المسيلة للدموع»، وكل منهما - الأمن والمتظاهرون - يتمسك بعقيدته: الدافع عن الحق.
المشاهد تمتد بطول الميدان وعرضه بعلامة التحذير «إلا رسول الله».. الإشارة نفسها يلوِّح بها الشيخ والعجوز والبنت الصغيرة، وفى عز «الفتنة» التى يراد لها أن تطحن البلاد - مسلميها ومسيحييها - تظهر تلك «اللقطة المضيئة» من جديد، التى طالما حضت على الوحدة فى ميدان الثورة: يد تمسك المصحف.. والأخرى تحتضن الإنجيل. لحية «الشيخ» تعانقها لحية «القسيس». تلك مشاهد نقدمها لك «مجتمعة»، بها قد نشعل الوطن ولا ننتصر للرسول.. أو نعود إلى قليل من الوحدة والهدوء فى سبيل تقديم رد ننصف به رسول الله.. والوطن.