بالفيديو|أسرة أول ضحايا اشتباكات السفارة: مات قبل استخراج شهادة ميلاد ابنته.. وانتخب مرسي لأنه "المصلح الوحيد"
البكاء والعويل يشقان جدار الصمت حول مشرحة زينهم، حيث يقف أفراد أسرة أول ضحية في أحداث العنف التي يشهدها محيط السفارة الأمريكية، انتظارا لاستلام جثمانه. كتبت الأقدار موته، بعد أن منحت الحياة لطفلته التي لم يزد عمرها على 25 يوما فقط. مات قبل أن يستخرج شهادة ميلاد طفلته الوحيدة، التي اختار لها اسم "جنة"، ليصبح كل أمله في ذلك الاسم، أن يكون مصيره في الآخرة، بعد أن كانت طلقة الخرطوش الطائشة أقرب إلى الضحية اسماعيل رشاد، 36 سنة، من مكتب استخراج شهادات الميلاد.
اسماعيل، أول ضحايا أحداث العنف أمام السفارة الأمريكية، الذي لم ينتم يوما لأي تيار أو حزب سياسي، وانتخب الرئيس محمد مرسي، خرج اليوم في جمعة نصرة الرسول، مع صديقه مرددين تكبيرات وهتافات مع مئات المتظاهرين، حتى سقط قتيلا برصاصة الخرطوش.
"حسبي الله ونعم الوكيل، يقتلوه علشان بيحب الرسول؟، ده لسه بنته مكملتش 25 يوما، مين هيصرف علينا ويعولنا من بعده؟"، قالتها والدة الضحية بكل الحزن و"قلة الحيلة"، وأصرت على اعتبار نجلها "شهيد" مظاهرات نصرة الرسول، ولم تبد أي اعتراض على خروجه للمشاركة فى تلك التظاهرات، بل قالت إنها فخورة بذلك وقالت إنها تريد الذهاب إلى السفارة والانضمام إلى المتظاهرين، حتى برغم وفاة نجلها في الأحداث نفسها.[Image_2]
وقالت سامية حجاج، والدة الضحية، "هم عايزين يعملوا فتنة ويولعوها، لكن بإذن الله مصر عمرها ما هتقع". وأضافت أن طبيب المشرحة أعطاها متعلقات نجلها الشخصية وهي "بطاقته الشخصية و5 جنيهات فقط، هي كل ما يملكه" حسب قولها. وأشارت إلى أن نجلها كان يحب الرئيس محمد مرسي، لذلك صوت له في انتخابات الرئاسة، باعتباره "المصلح الوحيد لحال البلد" حسبما كان يرى الضحية.
ولاء سيد، زوجة الضحية، أشارت إلى أنه أبلغها أمس بأنه سيصلى اليوم في مسجد عمر مكرم، وتساءلت عن سبب إطلاق النار على زوجها، قائلة "كل ده علشان بيقول إلا رسول الله؟"، لافتة إلى أنه مجرد بائع متجول لم ينتم لأي حزب سياسي، لكنه شارك فى مظاهرات اليوم نصرة للرسول فقط، وتساءلت "مين هيصرف علينا بعد ما مات؟".[Image_3]
واتهم أحمد إبراهيم، خال الضحية، قوات الأمن بالاعتداء على المتظاهرين دون وجه حق، مشيرًا إلى أن من حق الجميع الاحتجاج من أجل رسول الله، متسائلًا "هل القتل هو عقاب نصرة الرسول؟"، لافتا إلى أن صديق المتوفى الذي كان يرافقه خلال الأحداث، وكان شاهدًا على مقتله، يتعرض حاليا للضرب والسحل داخل قسم شرطة قصر النيل من قبل رجال الشرطة، لإجباره على تغيير أقواله، بحيث ينسب واقعة القتل إلى مشاجرة نشبت بينه وبين الضحية، بحسب ادعائه.