خلال الفترة الماضية، كثر الحديث عن استخدام السحر في كرة القدم في الملاعب المصرية والعربية والإفريقية، آخرها ما تحدث عنه رئيس نادي الزمالك بوجود سحر في خاتم وليد سليمان.
ويبرر من يدعي وجود سحر في الملاعب المصرية سوء النتائج، أو تدهور أوضاع فريقه بسبب الأعمال السحرية.
وعلق أزهريون على الزعم بوقوف السحر وراء منع الأهداف أو إحرازها، مؤكدين أن هذا هو تبرير للفشل و"وصمة جهل وعار" لأنه من المفترض أننا دولة ذات حضارة وفكر عظيم، فكيف نرتد بهذه الانتكاسة المخيفة، لافتين إلى أن أي مجتمع سينشغل بالغيبيات وينصرف عن عالَم الشهادة (أي الواقع)، فهو "متخلف دينيا وفكريًا وسلوكياً"، لأن الإسلام "أمر بألا ننشغل بعالم الشهادة وأن نأخذ بالأسباب".
وأكد الشيخ أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أنه لا يمكن أن يستخدم السحر في منع إحراز الأهداف من دخول المرمى، وتعطيل الفرق في المسابقات الرياضية، وتراجع ترتيبهم في الدوري، مؤكدًا أن استخدام كلمة السحر كتبرير لمنع الأمور "هو فشل بكل ما تحمله الكلمة من معنى".
"كريمة": المجتمع الذي ينشغل بالغيبيات متخلف دينيا وفكريا وسلوكيا
وأضاف كريمة، لـ"الوطن"، أن المجتمع الذي ينشغل بالغيبيات وينصرف عن عالَم الشهادة، فهو متخلف دينيا وفكريا وسلوكيا، لأن الإسلام أمر بألا ننشغل بعالم الشهادة وأن نأخذ بالأسباب، مشيرًا إلى أنه في تاريخ الإسلام المشرف كان المسلمون يأخذون بالأسباب، ولم يثبت أنهم ركنوا إلى السحر.
وقال كريمة، إن السحر ذكر في القرآن كجريمة، وليس شرطا أن يكون واقعًا، متابعًا: لقد قال سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في الآية "102" من سورة البقرة (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).
وقالت النائبة أمنة نصير أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر، إن السحر ذكر في القرآن الكريم للتحذير منه، وليس للأخذ به كأسباب اعتراضية على إرادة الله.
وأوضحت أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر، لـ"الوطن" أن الحديث عن تسبب السحر في منع دخول الأهداف إلى المرمى في أي مكان في العالم "خرافات"، وأنه إذا اجتهد الإنسان وكانت إرادة الله توفيقية، فلن تتمكن قوة مهما كانت على الأرض أن تمنع تنفيذ إرادته سبحانه وتعالى، ومن لم يستطيع إحراز الأهداف فهو لم يجتهد لدرجة تحقيق النجاح.
وأشارت "آمنة"، إلى أن الآونة الأخيرة شهدت إسناد العديد من مظاهر الفشل الاجتماعي، مثل الفشل في التعليم وعدم الزواج، إلى السحر، وهذا الانتشار يرجع إلى "الأمية الفكرية والدينية".
تعليقات الفيسبوك