الليلة الرابعة لـ«حرب السفارة»: الداخلية تفض المظاهرات وتسيطر على التحرير.. وتطارد المتظاهرين فى وسط البلد
رصدت «الوطن» ليلة فض قوات الشرطة لتظاهرات السفارة الأمريكية مع الساعات الأولى لصباح السبت بقيادة اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية، بعد ثلاثة أيام من المواجهات بين قوات الشرطة والمتظاهرين فى محيط السفارة الأمريكية الرافضين للرسوم المسيئة للرسول والذين يطالبون بطرد السفيرة الأمريكية وإغلاق السفارة الأمريكية بالقاهرة.
وأحكمت قوات الشرطة قبضتها على ميدان التحرير ومحيطه من خلال تمركز ما يقرب من 25 سيارة أمن مركزى على مختلف مداخله منها 8 داخل شارع محمد محمود، فضلاً عن 4 مدرعات أمام مسجد عمر مكرم لمنع أى تجمعات جماهيرية، وسط وجود أمنى مكثف من قيادات الداخلية وعلى رأسهم اللواء سيد شفيق، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، الذى تفقد ميدان التحرير حتى عصر السبت بصحبة عدد من قيادات الوزارة، فى الوقت الذى عادت فيه الخدمات المرورية لمواقعها وشهد الميدان سيولة مرورية.
وأخلت الشرطة الميدان من الباعة الجائلين تماماً، بعدما قامت بمداهمة خيامهم الموجودة فى حديقة مجمع التحرير وقبضت على 22 منهم، فضلاً عن القيام بإحراق الخيام الموجودة داخل الصينية، ودفعت محافظة القاهرة بسيارات التجميل والنظافة لإزالة آثار الاشتباكات، مع إعادة تشغيل أعمدة الإنارة بالميدان والتى تم تخريبها على مدار الأيام السابقة.
ونشبت مشادات كلامية بين عدد من المارة الذين وجدوا بمحيط ميدان التحرير، مع بعض المتظاهرين المنتمين للتيار السلفى الذين هاجموا قيادات الشرطة بسبب عنفهم المضاد للمتظاهرين، مما دفع المارة للرد بأن المتظاهرين كانوا مجموعة بلطجية «سلبوا ونهبوا».
فى البداية حوالى الساعة الواحدة مساء بدأت قوات الشرطة بإبعاد المتظاهرين من محيط السفارة الأمريكية باتجاه كورنيش النيل باستخدام المدرعات التى خرجت باتجاه المتظاهرين على الكورنيش مع زيادة كبيرة فى القنابل المسيلة للدموع ووجود مكثف من قوات الشرطة على كورنيش النيل وهو ما واجهه المتظاهرون بإلقاء الحجارة على قوات الأمن والشماريخ والألعاب النارية ونصبت قوات الشرطة كمائن شرطية على طول كورنيش النيل من التحرير إلى المعادى وحلوان وباتجاه شبرا وتفتيش السيارات فى محاولة لتعقب المتظاهرين.
فى الثانية صباحاً بدأت أعداد كبيرة من سيارات الأمن المركزى القدوم إلى منطقة السفارة آتية من وزارة الداخلية ومعسكر الأمن المركزى قادمة من شارع قصر العينى وسط تأمين كبير من قوات الشرطة وقيادات الداخلية للشارع أمام مجلس الوزراء وفى محيط الشارع التى أتت منه عشرات من سيارات الأمن المركزى محملة بآلاف الجنود وشهد كورنيش النيل إطلاقاً مكثفاً من قبل الشرطة للقنابل المسيلة للدموع وخروج عدد من المدرعات على الكورنيش لإبعادهم فى وسط حالة كر وفر بين المتظاهرين وقوات الأمن بطول خط الكورنيش حتى كوبرى قصر النيل وسقط عدد من القنابل داخل الجامعة العربية نتيجة للإطلاق المكثف للقنابل المسيلة بشكل عشوائى.
فى الثالثة فجراً بدأت قوات الأمن فى الاستعداد للمعركة وبدأ آلاف جنود الأمن المركزى فى الاحتشاد عند مداخل السفارتين الأمريكية والبريطانية على الكورنيش وفى شارع عمر مكرم مع إطلاق مكثف للقنابل المسيلة وللرصاص الخرطوش والرصاص الحى فى الهواء ووجدت أكثر من 80 سيارة أمن مركزى وعدد من مدرعات الجيش لإغلاق جميع المداخل المؤدية إلى محيط السفارة.
فى الرابعة فجراً فى الوقت الذى كان يحاول فيه المتظاهرون أداء صلاة الفجر أعلى كوبرى قصر النيل قامت قوات الشرطة بمحاصرة المتظاهرين بعد أن أتى عدد كبير من قوات الشرطة والأمن المركزى والمدرعات من اتجاه ميدان عبدالمنعم رياض وتم حصار المتظاهرين الذين وجدوا على كوبرى قصر النيل مما جعلهم فى كماشة مع استمرار إطلاق الشرطة للقنابل المسيلة وإطلاق الشباب للحجارة ومحاولة البعض الاتجاه إلى ميدان التحرير.
فى حوالى الخامسة صباحاً قامت قوات الشرطة وعشرات المدرعات ببدء الهجوم لفض التظاهرات وباستخدام القنابل المسيلة وللرصاص الخرطوش وهو ما جعل المتظاهرين يفرون باتجاه ميدان التحرير وطاردتهم قوات الشرطة بالعصى إلى داخل الميدان وشهدت شوارع وسط البلد معارك كر وفر بين الشرطة والمتظاهرين الذين اتجهوا إلى الشوارع المحيطة بوسط البلد والدخول إلى ميدان طلعت حرب وحاول المتظاهرون مواجهة قوات الشرطة بالحجارة عند مدخل كوبرى قصر النيل وفى شارع قصر العينى وحاصرت قوات الأمن الميدان ولم يجد المتظاهرون إلا شوارع وسط البلد.
فى حوالى السادسة صباحاً قام الشباب بمحاولة العودة للميدان مرة أخرى من الشوارع المحيطة بوسط البلد وكسروا الأرصفة لاستخدامها كحجارة فى مواجهة خرطوش وقنابل قوات الأمن المركزى وسادت معارك كر وفر بين الجانبين وأحرقت الداخلية الخيام الموجودة فى ميدن التحرير وتم القبض على عدد كبير من المتظاهرين.
السابعة صباحاً سادت معارك كر وفر داخل ميدان التحرير وتراجعت قوات الشرطة قليلاً وقام المتظاهرون بإحراق سيارة تابعة للشرطة داخل الميدان وسادت مواجهات بين مئات المتظاهرين فى جميع مداخل الميدان وشهدت شوارع وسط البلد مطاردات عديدة.
فى الثامنة صباحاً وصل اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية، وعدد من القيادات الأمنية بعد أن نجحت قوات الأمن المركزى فى السيطرة على الميدان بشكل كامل بعد هجمات شرسة داخل الميدان ومطاردة المتظاهرين فى شوارع وسط البلد وقبضت قوات الشرطة على العشرات من المتظاهرين.