تجنبا لاستغلال السماسرة.. مواطنون يلجأون لـ"الإنترنت": "أسهل وأضمن"
محمد: السمسار هدفه يبيع فبدور بنفسي لأن بخاف يتنصب عليا
وجدان بدوي
تجنباً للتعامل مع بعض السماسرة الذين يستغلون احتياج المواطنين لشراء عقارات ويرفعون سعرها للحصول على نسبة منها، لجأ البعض في الفترة الأخيرة للبحث عن شقق من خلال مواقع الانترنت سواء المخصصة لبيع العقارات أو التي يعلن عنها أصحاب الشركات العقارية تجنباًَ للاستغلالهم، موضحين أن أزمتهم تتمثل في وجود عقارات عديدة بسعر رخيص لكنها غير مرخصة.
"وجدان بدوي"، مهندسة معمارية، 25 سنة، تقول أنها وخطيبها بدأوا يبحثون منذ قرابة 3 أشهر عن شقة بمنطقة الهرم أو فيصل بمحافظة الجيزة للسكن فيها عن طريق بعض السماسرة، لكنها فوجئت ببعد تعاملها مع أحدهم بأنه يحصل منها على نسبة ومن البائع على نسبة بجانب إلحاحه عليها على شراء شقق معينة رغم إنها على عكس مواصفاتها، ما دفعهم إلى البحث على مواقع الإنترنت التي سهلت عليهم كثيراً، على حد قولها، مشيرة إلى أن أزمتها تتمثل في وجود أبراج عديدة مخالفة، ورغم انخفاض سعرها مقارنة بالعقارات المبنية بشكل قانوني، إلا أنها تخشى شرائها تجنباً للمسائلة القانونية.
وتضيف "وجدان": "النت سهل عليا في إني أدور على الشقة اللي محتاجها وبالسعر اللي عايزاه، ولما بحتاج صور أو فيديوهات للشقة بشوفها وكإني فيها، وبتعامل بشكل مباشر مع المالك، وده هيوفر عليا أي مبلغ هدفعه للسمسارة".
ويقول "محمد حامد"، محامي، 28 سنة، أنه كان يمتلك شقة بإحدى المناطق الشعبية، لكن نظراً لحدوث العديد من المشاكل في المنطقة اضطر إلى عرضها للبيع والبحث عن أخرى عن طريق الإنترنت، ليبدأ في "دوامة" لم تنتهي بعد، على حد تعبيره : "لقيت فعلاً شقق رخيصة، لما كلمت اللي عامل الإعلان قال لي إن البرج مترخص بس السعر خلاني شكيت فسألت كذا حد لحد ما عرفت إنه عليه غرامات والسكان مجبرين يعملوا تصالح يا إما هايقطعوا عنهم الميه والكهربا".
أما "محمد عبدالعظيم"، طبيب نسا وتوليد بإحدى المستشفيات الخاصة، 33 عاماً، ظل يبحث عن شقة للسكن فيها بمنطقة أرض اللواء، حتى أقنعه أحد السماسرة بمنطقته بشقة في أحد الأبراج المبنية حديثاً، فتوجه إليها لمعاينتها والاتفاق على سعرها مع صاحبها، وقبل توقيع العقد بنحو 5 أيام، سمع "عبدالعظيم" عن حملات إزالة العقارات المخالفة، ما دفعه للاستفسار من مالك العقار عن رخصة العقار، ليفاجئ بإنه أغلب الأدوار به مخالفة، على حد قوله: "كنت متفق مع سمسار إنه يشوف لي شقة لأن ما عنديش وقت أدور، وقولتله مواصفاتها، لحد ما استقريت على شقة وكانت عجباني، وسعرها مناسب، وقبل ما أدفع المقدم، سمعت عن العقارات المخالفة والتصالح مع الدولة، فلما سألته قال لي إني مش هدفع حاجة في التصالح، بس خوفت"، مشيراً إلى أنه تراجع على الفور عن الشراء رغم محاولات مالك العقار والسمسار إقناعه بشرائها بتخفيض سعرها بنحو 30 ألف جنيه.
ويوضح "عبدالعظيم" أنه من وقتها بدأ يبحث بنفسه على شقة من خلال إحدى المواقع الشهيرة، إذ يقوم فور إعجابه بإحدى الشقق كموقع وسعر بالتواصل مع صحابها للتأكد من أن جميع أوراق الشقة سليمة تجنباً لوقوعه في تلك المشكلة مرة أخرى: "بشتري شقة للعمر، وهدفع فيها مبلغ كبير، فبقيت بخاف يتنصب عليا وبتأكد من كل حاجة حتى قبل ما أشوفها لإني مش حمل مصاريف تاني ومشاكل".