السودان: الدموع تمتزج بمياه الفيضانات الأكبر منذ 100 عام
أوضاع مأساوية يعيشها السودانيون، أطفال يتموا ونساء ترملن وآلاف شردوا بعد غرق منازلهم جراء الفيضانات الناتجة عن ارتفاع منسوب مياه النيل الذي يصل إلى هذا الحد للمرة الأولى منذ 100 عام تقريبا.
الصور الملتقطة تكشف حجم الكارثة، قرى ومناطق تحولت إلى جزر نيلية منعزلة، البعض بات يسبح في المياه لينتقل من منطقة لأخرى، وسيدات ينزحن المياه من منازلهن والتي تحولت خلال الأيام الماضية كما لو كانت جزءاً من مكونات المنازل.
ملامح الحزن ترتسم على الجميع، هذا يبكي على أرضه التي بارت غرقا، وهذا يجفف دموعا أمام أنقاض منزله الذي دمره الفيضان، بينما آخرون تعايشوا مع الفيضان ونصبوا مقاعدهم وجلساتهم وسط المياه في الشوارع، أملا في استكمال حياتهم الطبيعية.
والسبت أعلنت وزارة الداخلية السودانية في بيان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر، بسبب معدلات الأمطار والفيضانات القياسية هذا العام التي تسببت في 100 حالة وفاة على الأقل وتشريد أو تضرر مئات الآلاف.
وقالت الوزارة في البيان الذي نشرته على حسابها على موقع "تويتر"، إنه بعد "تأكيد كل القراءات على تجاوز معدلات الفيضانات والأمطار هذا العام للأرقام القياسية، تم الإعلان عن حالة الطوارئ بجميع أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر".
وأوضح البيان أنه تم اعتبار السودان "منطقة كوارث طبيعية"، كما تم "تشكيل لجنة عليا لدرء ومعالجة آثار الخريف".
ونقلت وكالة الأنباء السودانية (سونا) مساء الجمعة تصريحات وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية لينا الشيخ عن حجم الخسائر الناجمة عن الفيضانات.
وقالت الشيخ، بحسب "سونا"، إن الأضرار أسفرت عن "وفاة 99 مواطنا وإصابة 46 آخرين وتضرر أكثر من نصف مليون نسمة وانهيار كلي وجزئي لأكثر من 100 ألف منزل".
وتجاوزت معدلات الفيضانات والأمطار لعام 2020، حسب البيانات الرسمية في السودان، الأرقام القياسية التي رصدت خلال عامي 1988 و1946.
وقالت وزارة المياه والري مؤخرا إن منسوب النيل الأزرق ارتفع إلى 17.57 متر، ووصفته بأنه "مستوى تاريخي منذ بدء رصد النهر عام 1902".