القاهرة بعد تطبيق الكارت الذكى.. خوف وغضب وصراعات
أثار قرار الدكتور خالد حنفى، وزير التموين والتجارة الداخلية، بالبدء فى تطبيق منظومة توزيع الخبز الجديدة بالكارت الذكى فى محافظة القاهرة ردود فعل غاضبة وسط أصحاب المخابز والعاملين بها من ناحية، وشريحة كبيرة من المواطنين من ناحية أخرى، حيث اعتبر عدد من أصحاب المخابز أن التعجل فى بدء تطبيق المنظومة دون استخراج كافة المواطنين لبطاقات الخبز سوف يدخلهم فى صراعات كثيرة مع الأهالى -خاصة فى الأحياء الشعبية- لأنهم لن يستطيعوا منعهم من شراء ما يرغبون فيه من الخبز، وفى الوقت نفسه سوف يرفضون شراءه بمبلغ 36 قرشاً للرغيف، وهو السعر الذى حددته وزارة التموين خارج منظومة الكارت، وهو ما يعنى أن عبء التطبيق سوف يقع عليهم دون غيرهم.
وفى سياق متصل، أبدى عدد من سكان بولاق الدكرور وفيصل مخاوفهم من عدم تمكنهم من أخذ حصتهم من الخبز، بسبب عدم امتلاكهم بطاقات تموينية، مؤكدين أن غالبيتهم مغتربون وليسوا من أبناء القاهرة، وهو ما سوف يجبرهم على الشراء بالسعر الجديد الذى يقولون إنهم لن يستطيعوا تحمله. وقال صديق على، صاحب مخبز فى منطقة بولاق الدكرور، إن «لهوجة» الحكومة فى تطبيق منظومة الخبز الجديدة دون إجراء جرد شامل للأسر فى كل حى، واستخراج بطاقات تموينية لهم قبل الكروت الذكية، سوف يوقع أصحاب المخابز فى مشاكل لن تنقطع مع الأهالى، لأن أصحاب المخابز لن يتمكنوا من منع المواطنين من الشراء، ولن يستطيعوا أن يبيعوا لهم رغيف الخبز الواحد بـ 36 قرشاً، مضيفاً «لو قُلت له كده هايكسّر لى الكشك والمخبز، لأن الجعان زى المريض، علاجه إنه ياكل». يواصل الرجل الخمسينى قائلاً إن الهدوء فى تطبيق المنظومة سوف يجعلها أكثر دقة، تجنباً لحدوث المشاكل مثل التى وقعت فى مناطق حلوان، والمعادى، وطرة، و15 مايو، والتبين، والقاهرة الجديدة، والتى تم البدء فى تطبيق المنظومة فيها، دون ترك أى حراسات على الأفران، مما يجعلها عرضه لأعمال البلطجة والشغب.
وأكد سرحان محمد، صاحب مخبز، عدم ملاءمة التوقيت لتطبيق منظومة توزيع الخبز بالكوبونات -على الرغم من موافقته عليه- لقطع الطريق على الاتهامات التى يطلقها الكثيرون على أصحاب المخابز بالسرقة «كل لما واحد العيش ما يعجبهوش يطلع يقول علينا بنسرق الدقيق وإننا حرامية»، مشيراً إلى أن تطبيق المنظومة دون وضع قواعد لها، سوف ينهيها بالفشل، وسينتج عنها العديد من المشكلات -حسبما يقول سرحان.