خبراء يحللون "خطاب الوداع" لـ"منصور": أعاد للرئاسة هيبتها.. وكلماته ستظل بذاكرة المصريين
علّق عدد من أساتذة الإعلام على الخطاب الأخير للرئيس المؤقت عدلي منصور إلى الشعب المصري، وقال الدكتور محمود خليل، أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة القاهرة: "إن خطاب منصور، قدّم بيان عمل متكامل واضح الأبعاد واضح اللغة والأفكار وحمل مجموعة من الرسائل الأساسية لعدد من الشخصيات والفئات التي تشكل أطراف وعناصر المشهد السياسي".
وأضاف خليل، في تصريحاته لـ"الوطن"، أن "الخطاب الأخير للرئيس المؤقت وجّه رسائل إلى الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي، خصوصًا فيما يتعلق باختيار الفريق المعاون له بشكل يعكس اختيارًا قائمًا على الكفاءة وليس الثقة، والابتعاد عن جماعات المصالح والضغوط التي يمكن أن تمارسها على رئيس الدولة"، وتابع خليل: "لو كنت مكان السيسي لكنت أحرص الناس على العمل بتلك الرسائل".[FirstQuote]
وواصل أستاذ الإعلام: "كما وجّه منصور، رسائل للأقباط، تحمل فهمًا واضحًا للوحدة والوطنية، وكذلك رسائله للمرأة، والشهداء، والجمع بين ثورتيّ يناير ويونيو، وهذا الخطاب سيبقى في ذاكرة المصريين لفترة طويلة".
وأشار خليل إلى أن "الرئيس المؤقت، أحسن ختام العام الذي قضاه، وأدعو صانع القرار في مصر إلى الاستفادة من هذا الرجل في المرحلة المقبلة، فهو شخصية قانونية، وأرى أنه من الأفضل ترشيحه لرئاسة مجلس النواب لأنه شخصية توافقية تتطلبها المرحلة المقبلة".
وعن صناعة القرار ومصدرها في فترة إدارة المستشار عدلي منصور للبلاد، قال أستاذ الإعلام: "في تقديري الشخصي أنه كانت هناك عناصر أخرى فاعلة في فترة حكم الرئيس المؤقت، قانون التظاهر مثلاً جاء بدفع من وزارة الداخلية والحكومة، كما أن المشير عبدالفتاح السيسي لعب دورًا في المشهد عندما صاغ خارطة الطريق في 3 يوليو 2013 بعد عزل مرسي، وكان منصور يمثل عنصر الضمير في صناعة القرار، حيث كان يمثل المرجعية الإنسانية والقانونية للقرارات المتخذة، والسلطة كانت شركًا ما بين السيسي ووزير الداخلية وعدلي منصور والحكومة، ومن يقول غير ذلك فهو يقفز على المشهد، والرئيس المؤقت كان منصفًا عندما قال كنت أدير ولا أحكم".
ومن جانبها تقول الدكتورة ليلى عبدالمجيد، العميد السابق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة: "تأثرت بالخطاب وبكيت مع الرئيس منصور الذي تميز حديثه بالصدق الشديد، حيث إنه أعطانا صورة عن الواقع لتحمّله المسؤولية بعد 30 يونيو، واهتممت بالرسائل التي وجهها للمصريين وللسيسي، والرجل قدم كشف حساب للمصريين عن الفترة التي تحمّل فيها المسؤولية".
وأضافت: "أول مرة نرى رئيسًا يسلم رئيسًا آخر السلطة بإرادته"، وتابعت: "كلمات منصور كانت تحمل مشاعر إنسانية وتشبيهات بلاغية ولغة يستمدها من الإيمان بالله، وهو نموذج للدقة والإحكام وترتيب الأفكار، وهذا الرجل تحمّل المسؤولية في وقت هرب فيه البعض من تلك المسؤولية.
وواصلت أستاذة الإعلام قائلة: "الرئيس المؤقت أظهر لنا أن مصر عامرة بمحبيها وبالكفاءات والإدارة الممتازة، وكان خطابه الأخير مسك الختام"، موضحة أن "المستشار عدلي منصور أعاد لمنصب الرئاسة هيبته".