بالصور| موناليزا مصري.. أم الأجنبي
زادت شهرة الفنان الإيطالي العبقري ليوناردو دافنشي عندما رسم الموناليزا، هذه اللوحة الأكثر شهرة في العالم، والموجودة بمتحف اللوفر بفرنسا، والذي بدأ في رسمها عام 1507 وانتهى منها بعد نحو أربعة أعوام. تشتهر اللوحة بطريقة رسمها حيث استخدم الفنان "منظور ثلاثي الأبعاد" فتبدو وكأنها تنظر إلى كل من يراها وفي كل الاتجاهات، ويقال إنها لسيدة إيطالية تدعى "مادونا ليزا" زوجة تاجر كان صديقا لدافنشي.
دافنشي قدم تقنية الرسم المموه في هذه اللوحة، حيث لا توجد خطوط محددة للملامح بل تتداخل الألوان بصورة ضبابية لتشكل الصورة، واعتمد على هذه الطريقة ليعطي انطباعا بالعمق في الخلفية، حيث يتناسق وضوح الصورة في الخلفية كلما ابتعدت التفاصيل، وهي تقنية - حسب اعتقادهم - لم تكن معروفة قبل هذه اللوحة.
وقد أثبت المصريون أن لهم السبق دائما، بحسب الدكتور محمود الحلوجي، مدير عام بالمتحف المصري الذي صرح لـ"الوطن"، أن فن البورترية اشتهر في مصر القديمة، وارتبط هذا الفن بالديانة عند المصريين القدماء وأضاف أنه في مصر القديمة كانوا يغطون المومياء بقناع حجري منحوت بنفس شكل المتوفى حتى تتعرف عليه الروح عند عودتها إليه في العالم الآخر، وبمرور الوقت بدأوا يبدلون تلك المنحوتات بصور على لوحات خشبية أو كارتوناج "قطع من الخيش والجص والشمع".
ولعل ما وجده السير فلندرز بتري عام 1888 في هوارة بمحافظة الفيوم، من ممياوات ترجع للعهد الروماني أكبر دليل على أن المصريين سبقوا ليوناردو دافنشي في رسم البورتيه بتقنية المنظور الثلاثي "الشكل المجسم" حيث العديد من البورتريهات لها نفس الميزة التي اشتهرت بها الموناليزا وهي "تنظر إلى كل من يراها وفي كل الاتجاهات".
ورسُمت الصورة بألوان شمعية على سطح خشبي وثبتت بالحرارة ما أدي لمزج الشمع باللون إلى احتفاظها باللون بقوة.
وبالفعل تستحق لوحة دافنشي الشهرة العريضة التي نالتها، ولكن ليس من الإنصاف أن تظل لوحاتنا القديمة مغمورة، رغم احتفاظها بنفس الفكرة، إضافة إلى الأسبقية التي تثبت براعة المصريين القدماء.
موناليزا مصري