"الفرنسية" في يوم تنصيبه: "السيسي" جنرال عنيد اختاره المصريون بحثا عن الاستقرار
قالت وكالة الأنباء الفرنسية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي سيؤدي اليمين الدستورية اليوم، يبعث الأمل في قلوب ملايين المصريين بتحقيق الاستقرار والأمن بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات السياسية، مشيرة إلى أن حملة قمع معارضيه تثير القلق من العودة للتضييق على الحريات.
وأضافت الوكالة الفرنسية، في تقرير لها، أن الشعب المصري كان عنده الرغبة في الاستقرار، الذي أنتج عنه الفوز الكاسح الذي حققه وزير الدفاع السابق في الانتخابات الرئاسية بنسبة 96.9% من الأصوات الصحيحة مقابل 3% تقريبا لمنافسه الوحيد القيادي اليساري حمدين صباحي.[FirstQuote]
وتابعت أن هدوء الرئيس الجديد، الذي رأى فيه المصريون دليلا على الثقة بالنفس، يختبئ خلفه شخصية ضابط عنيد خاض بثبات مواجهة دامية مع جماعة الإخوان، الحركة السياسية التي ظلت لعقود طويلة الأكثر تنظيمًا في البلاد، مشيرة إلى أن قرار السيسي الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي السبب الرئيسي في شعبيته، بعدما رأى فيه كثير من المصريين "المنقذ" و"المخلص" الذي أنهى حكم جماعة الإخوان التي سعت إلى الهيمنة على مفاصل الدولة وعلى مؤسساتها وفشلت في إدارة اقتصاد البلاد.
وأكدت الوكالة الفرنسية، أن السيسي لم يكتسب شعبيته من خلال خطب رنانة أو لهجة حماسية خلافًا للزعامات التقليدية، قائلة: "هو يتحدث دومًا بصوت خفيض هادئ وبأسلوب عاطفي ويفضل العامية على الفصحى مع التركيز في خطابه السياسي على مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن".
وقالت إن الجنرال، الذي تقاعد واستبدل بالبزة المدنية الأنيقة زيه العسكري عشية ترشحه للرئاسة، يثير المخاوف لدى الكثير من الحركات الشبابية، التي شاركت في الثورة على مبارك، من عودة الأجهزة الأمنية إلى سابق عهدها في انتهاك حقوق الإنسان واللجوء إلى القمع، لافتة إلى تزايد هذه المخاوف مع امتداد حملة القمع لتشمل ناشطين غير إسلاميين، بعدما تم حظر حركة 6 أبريل، وحكم بالسجن لثلاث سنوات على اثنين من قادتها، وإحالة عشرات الناشطين الأخرين للمحاكمة بعد اتهامهم بخرق قانون مثير للجدل يحظر التظاهر دون ترخيص، مشددة على أنه لم تسهم مقابلات السيسي التلفزيونية الطويلة أثناء الحملة الانتخابية في تبديد هذه المخاوف فهو لم يخف قناعته بأن مصر تحتاج إلى ما بين 20 إلى 25 عاما لبلوغ "الديمقراطية الحقيقية".[SecondQuote]
وأشارت إلى أن السيسي، الذي أمضى القسم الأكبر من سنين عمره الـ59 داخل ثكنات الجيش المصري، لم يكن في السنوات الأخيرة بعيدا تماما عن السياسة، قائلة: "عندما كان رئيسا للاستخبارات العسكرية في عهد مبارك، وضع السيسي ما بات يعرف بـ"الخطة الاستراتيجية" لتحرك محتمل لمواجهة "توريث الحكم" في حال ترشح جمال مبارك للرئاسة".
وختم تقرير الوكالة الفرنسية، قائلًا: "السيسي لم يكن في أي وقت يميل إلى الإسلاميين، لكنه مسلم متدين يحرص مثل الكثير غيره من المصريين على أداء صلاة الفجر قبل أن يبدأ عمله في الصباح الباكر، كما أن زوجته مثل الغالبية العظمى من النساء المصريات ترتدي الحجاب".