عمال مصنع بالعاشر يواجهون "المجهول" بعد إغلاقه "دون سابق إنذار"
فوجئ عشرات العمال بأحد مصانع الأدوات المكتبية في مدينة العاشر من رمضان، بمحافظة الشرقية، بإغلاق أبواب المصنع في وجوههم أثناء توجههم إلى مكان عملهم، صباح اليوم الاثنين، ومنعهم من الدخول من قبل أفراد أمن المصنع، الذين أكدوا لهم صدور قرار مفاجئ من إدارة المصنع بإيقاف العمل وإغلاق المصنع، دون سابق إنذار.
ولم يجد العمال أمامهم سوى التوجه إلى قسم شرطة العاشر من رمضان، لتحرير محاضر جماعية ضد إدارة مصنع "ساسكو"، وإثبات واقعة منعهم من العمل، وفصلهم تعسفياً، كما ناشد العمال المسؤولين والجهات المعنية، سرعة التدخل حرصاً على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.
وأكد العمال أن قرار إدارة المصنع جاء بعد أكثر من شهرين من اعتصامهم، في يوليو الماضي، عقب قرار سابق بإغلاق المصنع، وتقديمهم شكوى إلى مكتب العمل، الذي تفواض مع إدارة المصنع لتسوية أوضاعهم، سواء بنقلهم إلى مصنع آخر، مملوك لنفس صاحب المصنع، أو حصولهم على مستحقاتهم، مؤكدين أنهم طوال الفترة الماضية كانوا يتوجهون إلى المصنع، ويباشرون عملهم، حتى إغلاقه اليوم.
وخلال أزمة شهر يوليو الماضي، لجأ العمال إلى الاعتصام داخل المصنع بـ"التناوب"، احتجاجاً على قرار إدارة المصنع بإغلاقه، ومطالبة صاحبه لهم بتقديم استقالات ، دون صرف مستحقاتهم عن سنوات العمل السابقة.
وقال "س. أ."، أحد العمال، إن عدد العمال الذين يعملون بعقود ومؤمن عليهم، يبلغ نحو 15 عاملاً، بينما يوجد نحو 30 آخرين يعملون باليومية، بخلاف 20 عاملاً جرى الاستغناء عنهم في أعقاب أزمة جائحة "كورونا"، بدعوى تقليل العمالة، لضعف الإيرادات وتأثير الأزمة على حركة البيع والشراء.
ولفت إلى أنه ترددت أنباء بين العمال، منذ شهر رمضان الماضي، عن اعتزام مالك المصنع "ن. س."، سوري الجنسية وشركائه، بيع المصنع، مشيراً إلى أن مسئول الموارد البشرية بالمصنع طلب منهم تقديم استقالاتهم، مقابل نقلهم للعمل في مكان آخر، يملكه صاحب المصنع.
وأضاف أن العمال رفضوا تقديم استقالاتهم دون الحصول على حقوقهم عن سنوات العمل السابقة، التي قضوها في المصنع، والتي تتراوح بين 4 و14 عاماً، حسب مدة عمل كل منهم، وأن توقيع الاستقالة يعني ضياع حقوقهم، كما أنه ليس هناك أي ضمانات حقيقية لتسلمهم العمل في مكان آخر، خاصةً أنه جرى تشريد عمال آخرين ولم يحصلوا على أي من حقوقهم.
وأوضح العامل نفسه أنه منذ نحو أسبوع، تأكد لهم بيع المصنع بالفعل، وأنهم فوجئوا بشخص يزور المصنع ويتفقده رفقة آخرين، وعندما سألوا أحد مرافقيه، أخبرهم بأنه محامي المالك الجديد للمصنع، وتتضمن صفقة البيع أن يتسلم المالك الجديد المكان خالياً من العمال والماكينات.