ليبيون يهربون من الأوضاع السيئة إلى السحر والشعوذة وسيطرة "تجار الدين"
مطالب بتطبيق عقوبة الإعدام على مستغلي الدين والدجالين في ليبيا
مرتزقة أروغان في ليبيا
نشرت وكالة الأنباء الليبية، تقريرا بشأن تأثير الأوضاع المضطربة والتناحر العسكري للمليشيات المسلحة والمرتزقة في بعض المناطق الليبية، وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانعكاس ذلك علي المواطنين الليبيين البسطاء، الذين يلجأ غالبيتهم الي الهروب من أوضاعهم وما يعانونه جراء ما تعيشه ليبيا من أجواء مضطربة، الي الدجل والشعوذة والسحر وتجارة الدين والعطارة، وما يمكن وصفهم بـ"تجار الحروب" الذين يستغلون الظروف المعيشية والنفسية والجهل احيانا للمواطنين المغلوب علي أمرهم.
وأشارت وكالة الأنباء الليبيةـ في تقريرها، إلى أن المجتمع الليبي أصبح يكتظ بسلبيات كثيرة، أبرزها لجوء عدد من الليبيين إلى السحرة والمشعوذين، وهو ما دعا الجهات الأمنية إلى التدخل في هذا الموضوع، لمجابهة أعداد كبيرة جدًا من أعمال السحر يقوم بها عدد من تجار الدين والذين يطلقون على أنفسهم "مشايخ" بالباطل والكذب.
ورصدت الوكالة الليبية في تقريرها نقلا عن مسؤولي الأمن الجنائي بمدينة تاكنس، قيام السلطات الليبية بحملة تفتيش في مقبرة مدينة تاكنس الأسبوعين الماضيين، بمشاركة اتحاد شباب تاكنس، وكافة الأجهزة الأمنية، تم على أثرها العثور على عدة أعمال للسحر والشعوذة، وتم التعامل معها من قبل شباب السلف الصالح.
وأشارت السلطات الأمنية الليبية أنه تم إلقاء القبض على شخص سوداني الجنسية قادم من مدينة "إجدابيا" بحدود نطاق مدينة تاكنس وشخص آخر قادم من مدينة بنغازي، وشاب آخر من مدينة تاكنس، داعية إلى ضرورة التعجيل باعتماد وتطبيق القانون بشأن أعمال السحر والتي تصل إلى الإعدام، حيث أن العقوبة الحالية المفعلة ضد السحرة هي إدراجهم تحت بند النصب والاحتيال، وهذا الإجراء ليس رادعا لهذه الفئة، إضافة إلى تحكم العرف والعادات والتقاليد للقبائل والتي يتم حاليا التفاهم بشأنها كون أن 90 % من القضايا يتم حلها من خلال تعاون المواطنين الليبيين.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن عضو مجلس إدارة اتحاد شباب "تاكنس" أحمد النعاس، دعوته إلى تغليظ العقوبات وإيجاد رادع قوي للساحر أو جريمة السحر في القانون الليبي الذي يصنفها ضمن عمليات النصب والاحتيال وهذا "يعد إجحافا كبيرا في حق المتضرر، الذي قد يرتقي حد الضرر إلى إزهاق روحه أو جنونه".
وطالب "النعاس"، مجلس النواب الليبي، بأن يحتكم إلى الشريعة الإسلامية، في إقامة الحد على الساحر ودعم مشروع القانون المقدم من هيئة الأوقاف التابعة للحكومة الليبية المؤقتة، بخصوص السحر بتفعيل حد القصاص في ظاهرة القتل العمد الذي أصبح مستشري في المجتمع الليبي، وكذلك حد السرقة حتى يكون هناك رادع حقيقي لمكافحة الفساد.
من جانبه حذّر الشيخ فرحات العمامي عضو اللجنة العليا للإفتاء بليبيا، من ظاهرة ما يطلق عليهم "الشيوخ الروحانيون"، مشيرا الى أن "التسمية بحد ذاتها لا تجوز لعدم وجود دليل من الكتاب والسنة يثبت هذا الشيء"، مؤكدا أن هؤلاء ما هم إلا "سحرة ومشعوذين، وعلى الناس الابتعاد عن ذلك لمخالفته لو ورد بكتاب اللَّه من الأخذ بالاسباب ولكل داء دواء".
ويقول الأخصائي والمستشار النفسي الليبي الدكتور أحمد الصادق، إن الأسباب النفسية التي تدفع الإنسان في مجتمعنا إلى اللجوء أولا إلى العلاج الروحاني والشرعي قبل التأكد من سلامة الشخص نفسيا هي: أن ثقافة المجتمع تلعب دورا أساسيا في هذا التخلف، حيث أن الثقافة النفسية ودور العاملين في هذا المجال لازال غير مفعل بشكل جيد، وكلما قمنا بنشر الوعي بالثقافة النفسية ومحاربة الخرافة والدجل واستغلال بعض من يسمون أنفسهم بمشايخ للعلاج الروحاني كلما زاد الوعي وإدراك المواطن في مجتمعنا.
وأوضح "الصادق"، أن الشيخ أو المعالج ربما يحفظ القرآن أو يحفظ بعض الآيات والصور، ولكنه جاهل تماما بعلوم الطب النفسي ومن هنا فإنه يكون دائما على خطأ في تشخيص الحالة لأنه لا يمتلك المعرفة بأمور الطب النفسي التي تعامل أحيانا على أنها سحر ولبس شيطاني.