قاتلا وقتيلا في يوم واحد.. تفاصيل تصفية إرهابي ذبح مدرسا في باريس
الشرطة الفرنسية
كشف تحقيق معزز بتشريح شرعي لجثة ذابح وقاطع رأس مدرس فرنسي بعد ظهر الجمعة الماضي، في بلدة قرب باريس، ويدعى عبدالله أنزوروف، ويبلغ من العمر 18 عاما، أنّ 3 أفراد من الشرطة حاصروه في بلدة أخرى فرّ إليها، ودعوه للانبطاح أرضا بعد إلقاء مسدس شهره عليهم بيمناه مع سكين بيسراه طولها 14 بوصة، أي تقريبا 36 سنتيمترا.
وأوضح التقرير، أنّ المتهم رفض وأسرع نحوهم مطلقا عليهم 5 طلقات بلاستيكية، وظهر لهم كأنّه مزنر بحزام ناسف، فتكاتفوا عليه وكوّموه قتيلا بـ9 رصاصات، وفقا لما ذكره رئيس ومدعي عام نيابة مكافحة الإرهاب، في مؤتمر صحافي متلفز عقده أمس.
وذكر التقرير أيضا، أنّ الشيشاني كان يحمل مسدسا طرازه Airsoft مع 5 عبوات غاز، قاذف لكرات بلاستيكية قاتلة، وأنّ الشرطة لم تكن تراقبه بالإرهاب، بل كمرتكب جرائم بسيطة، وأنّ صورة للمدرس كانت في هاتفه المحمول، إضافة لنص أعلن فيه مسؤوليته عن قتله، كتبه الساعة 12:17 بعد الظهر، أي قبل 5 ساعات من قطع رأسه بالشارع، وبعدها نشر في "تويتر" صورة للرأس بعد جزّه، مع تغريدة فيها سمى الرئيس الفرنسي، قائلا: "أعدمت أحد كلاب جهنم التابعين لك، والذي تجرأ واستخف بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)" وفي أقل من 5 دقائق محاها "تويتر" من حسابه وأغلقه.
وفي موقع مجلة "Le Point" الفرنسية، ورد أيضا أنّ عائلة "أنزوروف" الذي ولد في موسكو لأبوين من مدينة "غروزني" بالشيشان، وصلت في 2008 إلى فرنسا طالبة اللجوء، فحصلت عليه بعد 3 سنوات، مع حق الإقامة حتى العام 2030 قابلة للتجديد.
وحسب المجلة، فقد كان المتهم يقيم مع عائلته في مدينة إفرو، البعيدة 100 كيلومتر شمالا عن باريس، حيث داهمت الشرطة منزلها ليل أمس، واعتقلت والديه وجده وشقيقه الأصغر سنا منه بعام، كما 5 آخرين في أماكن متفرقة، بينهم اثنان من أولياء أمور تلاميذ المدرسة حيث كان الضحية Samuel Paty البالغ 47 عاما، يعمل مدرسا للتاريخ والجغرافيا.
واتضح من التحقيق الأولي أيضا، أنّ الأخت غير الشقيقة لوالده "تدعوشت" في 2014 والتحقت بدواعش سوريا المتطرفين، والبحث جار عنها لاعتقالها فيما لو كانت لا تزال على قيد الحياة، وأنّ المدرس المقطوع رأسه تعرّض للتهديد لأيام عدة بعد عرضه أمام تلاميذه، ممن أعمارهم 13 إلى 14 تقريبا، رسوما كاريكاتيرية مسيئة للرسول "خلال صف دراسي نظمه في 5 أكتوبر الحالي حول حرية التعبير وتأثيرها على وسائل الإعلام والاتصالات".
وفي التحقيق أيضا، اتضح أنّ المراهق الشيشاني قرر الانتقام من عرض المدرس للرسوم المسيئة أمام تلاميذه، فسعى إليه في المدرسة الواقعة ببلدة كونفلانز -سانت -هونورين" البعيدة 32 كيلومترا عن باريس، وهناك سأل عنه، فأشار تلاميذ إلى وجوده قريبا 200 متر تقريبا من مدخلها، وما إن لمحه "أنزوروف" حتى ركض نحوه بالسكين الخنجرية، وانقضّ عليه بطعنات متكررة انتهت بقطعه رأسه في الشارع العام، وبعدها لاذ فرارا إلى بلدة تبعد 3 كيلومترات، وهناك وجد مصيره الأخير: قاتلا وقتيلا في يوم واحد.