المريض "رقم صفر".. هكذا وصف الشاب البريطاني من قبل وسائل الإعلام، الذي توفى عن عمر يناهز 26 عامًا، الأسبوع الماضي، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد منذ فترة طويلة.
"كونور ريد"، كان يعمل مدرسا للغة الإنجليزية في كلية بمدينة ووهان الصينية، وفي نوفمبر الماضي عام 2019، انهارت حالته الصحية قبل شهرين من ظهور الفيروس رسميا في الصين، بحسب صحيفتي "ديلي ميل" و"صن".
وتجاهل "ريد" الأعراض التي ظهرت عليه بداية الأمر، كونه اعتقد أن ما أصيب به هو مجرد دور "إنفلونزا"، دون أن يدري أنه كان أول بريطاني يصاب بفيروس كورونا المستجد في الصين.
وسبق ووصف الشاب البريطاني المرض بأنه أسوأ مرض على الإطلاق، بحسب "ديلي ميل"، وفيما يلي تفاصيل عام قبل وفاته.
بداية الإصابة
البداية كانت في يوم 25 نوفمبر عام 2019، حين أحس "ريد" بالزكام والعطس الخفيف بعض الشئ، واعتقد أنها مجرد نزلة برد عادية، وواصل ذهابه إلى العمل كمدرس للغة الإنجليزية كلغة أجنبية في الصين، ثم في اليوم التالي شعر بالتهاب في الحلق فتناول العسل مع الماء الساخن للتخفيف من الألم.
وبحلول اليوم الثالث، ازدادت الأعراض لدى المدرس الشاب، واضطر لشرب القليل من الويسكي الساخن مع العسل، إذ أنه لا يدخن ولا يحب شرب الخمر، ولكنه اضطر لذلك للتغلب على ما ظنه نزلة برد عادية، حيث استخدم الخمر للأغراض الطبية فقط، وفي اليوم الرابع، أحس بتعب شديد في الجسم، فاضطر للبقاء في البيت والحصول على قدر من الراحة، ولكنه لم يشعر بالتحسن مع اليوم الخامس أيضا.
الأعراض
وفي خلال اليومين السادس والسابع، أيقن "ريد" أن الأمر ليس نزلة برد عادية، إذ شعر بألم شديد في كل مكان، وخفقان في القلب ودوار، بالإضافة إلى حرقان شديد بالعين وألم بالصدر مع السعال المستمر، واضطر للبقاء في البيت في اليوم الثامن أيضا لأنه لا يريد أن ينقل المرض لأصدقائه، مع شعوره بألم شديد في عظامه.
وفاة قطته بكورونا
وفي اليومين التاسع والعاشر، ازدادت الأعراض لدى المدرس البريطاني، إذ شعر بفقدان في الشهية مع حمى مستمرة، وعدم القدرة على الوقوف، ثم شعر بقليل من التحسن في اليوم الحادي عشر، جعله يوقن أن ما مر به هو إنفلونزا شديدة، ولكنه لاحظ أن قطته مرت بنفس أعراضه وفقدت شهيتها أيضا، قبل أن تموت.
وتعرض "ريد"، إلى انتكاسة في اليوم الثاني عشر، وأحس بإرهاق شديد وتعرق وحمى بالإضافة إلى شعوره بالدوار والرعشة الشديدة، وكان يكافح من أجل التقاط أنفاسه، مع حرقان مؤلم للغاية في عينيه، ليقرر الذهاب إلى مستشفى جامعة "تشونجنان"، حيث شخص الطبيب إصابته بالالتهاب الرئوي.
العلاج
وخلال اليوم الثالث عشر، خضع الشاب البريطاني لمجموعة من الفحوصات، ووصف له الطبيب عددا من المضادات الحيوية، إلا أنه لم يتناولها مفضلا الاستعانة بالعلاجات التقليدية مثل استنشاق بخار الماء الساخن وتناول الليمون والبرتقال.
وبحلول اليوم الثاني والعشرين، بدأ "ريد" يشعر بالتحسن التدريجي، إلا أنه فضل البقاء في المنزل لحين الشفاء التام، وعرف من القنوات التلفزيونية انتشار فيروس كورونا المستجد، ومع فرض الحكومة الصينية بقاء السكان في منازلهم إلا أنه اضطر للنزول لشراء الاحتياجات الأساسية وبعض الأدوية.
واكتشف البريطاني إصابته بفيروس كورونا في اليوم الثاني والخمسين، إذ تلقى إشعارا من المستشفى، واضطر للذهاب إليه ولكنهم وجدوا أنه لا يحتاج للحجز، وأن مناعته أصبحت أقوى وأنه محصن ضد الفيروس وفي طريقه للتعافي التام.
تدهور حالته
ورغم أنه كان استعاد عافيته لأشهر طويلة، تدهورت حالة الشاب "ريد"، كثيرا، حيث أصيب بسعال شديد وفقد صوته تماما، ما أدى لنقله إلى المستشفى، ثم توفى الأسبوع الماضي.
وكشفت صحيفة "صن"، أن الشاب البريطاني وجد جثة هامدة في سكنه بجامعة بانجور في ويلز، فيما ذكرت والدته أن ابنها لم يتخلص من المعاناة التي لحقت به من فيروس كورونا، موضحة أنه كان يحب المغامرة: "سافر الصين بمفرده وعاش بها وكان يتحدث الصينية بطلاقة"، مشيرة إلى أنه يبدو أن الفيروس لم يغادر جسد ابنها.
تعليقات الفيسبوك