"شويشة" يحول عظام الحيوانات إلى علب أرابيسك فاخرة بالفيوم
يحلم بـ"كشك" لعرض منتجاته بالسواقي.. ومدرسة لتعليم صناعة الأرابيسك
"شويشة" ساحر يحّول عظام الحيوانات لعلب أرابيسك فاخرة بالفيوم
في الوقت الذي يقوم فيه الجميع بالتخلص من عظام وجلود الحيوانات وحوافر الأبقار، ويُهمل الأصداف والقواقع الملقاة على شواطئ البحار، يقوم عم "علي شويشة" بجمعها وتحويلها إلى قطع فنية تستخدم لصناعة الأرابيسك.
ورغم صغر ورشته وتهالكها إلا أنّها تمتلئ بتحف فنية فاخرة تسر الناظرين، خصوصًا بعد تلألأها إثر انعكاس أشعة الشمس عليها بعدما اخترقت تلك النافذة الصغيرة التي تقع على يسار الورشة.
وبينما يجلس "عم شويشة" ليهذب حوافر الحيوانات يجلس أمامه نجله "محمد" ليتعلم منه أسرار الصنعة، خصوصًا وقت تحضير العظام التي يشتريها من الجزار ويقطعها ثم يضعها في "مية نار" لتصبح لامعة وتقطيعها على الماكينة حسب الشكل الذي يريده نظرًا لكون تلك الخطوات هي أصعب مراحل صناعة الأرابيسك.
ويقول "عم شويشة" في حديثه لـ"الوطن"، إنّه يستخدم صدف البحر والعظام والحوافر والجلود والجزارين والبوليستر في صناعة الأرابيسك بعد تقطيعها وتنعيمها ثم يُطعم بها الصناديق الخشبية ثم يُفرغ الأرابيسك بالأركيت ويصب البوليستر فوقه بعد ذلك لسد الفراغات الموجودة لتنتهي بها قطعة أرابيسك فاخرة تُصدر للخارج بأغلى الأسعار.
وبينّ أنّه الأرابيسك أنواع منها الفرعوني والإسلامي والعربي والفارسي والقبطي وأكثرهم طلبًا هو الفرعوني وهو يشبه "البرديات" ولكن منحوتة على الخشب مثل كرسي الملك "توت عنخ آمون".
ولفت إلى أنّه يقوم بصناعة أشكال عدة من الأرابيسك منها إطارات الصور، وإطارات الآيات القرآنية، وغرف النوم، والكراسي، والترابيزات، وعلب حفظ المصاحف والمجوهرات والهدايا والمناديل، وشكمجية، ومراكب، وقطع ديكور، ومزهريات، وصواني تقديم شاي وقهوة.
وكشف "شويشة" أنّه لا يعرف كيفية التسويق لنفسه لذلك يقوم ببيع المنتجات التي يصنعها بيديه بمبلغ زهيد لأحد التجار الذي يبيعه في البازارات في الأقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ بالإضافة للتصدير للدول الأجنبية والعربية وخصوصًا الكويت والإمارات والسعودية ودول الخليج بأسعار باهظة.
وكشف "شويشة" أنّ حوافر الأبقار والصدف تستخدم في صناعة العلب، أمّا سن الفيل والعظام والنحاس يدخلون في صناعة الكراسي الأرابيسك، وكل شكل يصنع بأشكال وأحجام مختلفة حسب الطلب، وتتراوح أسعارها من 50 وحتى 5 آلاف جنيه.
وطالب "عم شويشة" الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، بمساعدته في الحفاظ على المهنة من الاندثار، وتوفير "كشك" له بميدان السواقي لبيع التحف وقطع الأرابيسك التي يصنعها بيديه، مؤكدًا أنّه تقدم عدة مرات للمحافظين السابقين بنفس الطلب ولكن دون أن يستجيب أحد.
وختم "شويشة" حديثه قائلًا أنّه يحلم بافتتاح مدرسة لتعليم فن الأرابيسك للأطفال منذ صغرهم للمحافظة على تلك المهنة القديمة التي استخدمت في تزيين القصور والمساجد، خصوصًا أنّها مهنة صعبة وليست سهلة حيث أنّها تتكون من رسومات هندسية مُعقدة ومتداخلة وتكون مطبوعة أو محفورة على الخشب.