«صدمة» فى الوسط الإعلامى بعد الرحيل المفاجئ لـ«عبدالله كمال»
توافد المشيعون من الإعلاميين والصحفيين من زملاء الكاتب الصحفى الراحل عبدالله كمال، الذى وافته المنية مساء أمس الجمعة، إثر أزمة قلبية حادة فى مستشفى كليوباترا بمصر الجديدة، كما انخرط بعض أقارب الفقيد فى وصلة من البكاء حزناً على وفاته، وحضر كل من الإعلاميين وائل الإبراشى وأسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام الأسبق، وجابر القرموطى والمحامية أميرة بهى الدين، وعدد من أصدقائه وزملائه السابقين والحاليين بمؤسسة «روزاليوسف»، وموقع دوت مصر الذى أسسه عبدالله كمال حتى وفاته.
خضع الكاتب الراحل لعملية توسعة أحد صمامات القلب منذ ثلاثة أشهر، وكانت حالته مستقرة فى الأيام الأخيرة لكنه أصيب بنوبة إعياء شديدة فى تمام العاشرة من صباح أمس الجمعة، ونُقل إلى المستشفى فاقداً للوعى وفور وصوله أعلن أطباء المستشفى وفاته إثر الأزمة القلبية.
وشارك عدد من مشاهير الكتاب والإعلاميين فى تشييع جثمان الكاتب لدفنه بمسقط رأسه فى مركز طوخ بالقليوبية، وخيمت أجواء الحزن على مراسم تشييع الجثمان أمام المستشفى أثناء تهيئة الجثمان للدفن، وشاركت مجموعة من الصحف والقنوات التليفزيونية والمواقع الإخبارية فى تغطية مراسم تشييع جثمان الكاتب الراحل.
وقالت مصادر مطلعة بمستشفى كليوباترا إن «كمال» لم يكن محجوزاً داخل المستشفى وإنما أحضره ذووه فى الثانية عشرة من ظهر أمس، على اعتبار أن حالته الصحية سيئة، ولكن بعد توقيع الكشف الطبى عليه من قِبل أطباء المستشفى تبين أنه متوفى.
وتجمع عشرات من أقارب «كمال»، أمام المستشفى كما حضر العديد من تلاميذ الكاتب الصحفى يواسون أسرته وأهله قبل دفنه، وعرف عن الفقيد وضوح مواقفه وثبات مبادئه وأفكاره رغم تغيير الظروف والحكام.
وقال الكاتب الصحفى أنور الهوارى: إن وفاة «كمال» جددت الأحزان واستدعت ما تقادم من أوجاع، فرحم الله أبناء جيلى وزملاء دراستى ورفقاء مهنتى وشركاء ذاكرتى وأصفياء أيامى، رحم الله أيمن سعيد، وعادل القاضى، وفتحى على حسين، والدكتور عبدالعزيز شادى، وأخيراً عبدالله كمال.[SecondImage]
وأضاف: حزين لأبعد ما فى أعماق الحُزن من مرارة، كم جربتُ صدمة الفقد المباغت، وفى كل مرة كأنى أتجرع كؤوسها المُرة أول مرة، فهذا حال الدنيا ومن يبكى عليها، رحم الله صديقى عبدالله كمال.
وأوضح أنه تحدث إلى «كمال» أمس الأول قبل وفاته، على الهاتف ليتوسط لبعض الشباب من الصحفيين، ليجدوا فرصة للعمل فى مشروعه الإعلامى الجديد «موقع دوت مصر» وكان ودوداً ولطيفاً كريماً مُرحباً بهم وبه، مشيراً إلى أن معنوياته كانت مرتفعة جداً، حتى أنهم تواعدوا على اللقاء غداً «الأحد».
وقال الكاتب الصحفى ممتاز القط، إن «كمال» صديقه وزميل عمره كان كاتباً وصحفياً متميزاً، ترك بصمات واضحة فى مدرسة «روزاليوسف»، وخاض معارك كثيرة للدفاع عن مصر، وكان دمث الخلق متفانياً فى عمله.
ونعى الصحفى أيمن الصياد، المستشار السابق لرئيس الجمهورية، «كمال»، وكتب فى تغريدة قصيرة عبر «تويتر»: «اختلفت معه مائة مرة، ولكنى احترمت ثباته على موقفه الذى أعارضه.. عبدالله كمال فى رحاب ربه».
ونعت الناشطة السياسية إسراء عبدالفتاح «كمال» وكتبت عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»: «عبد الله كمال فى ذمة الله.. رجل لم يتلون بغض النظر عن موقفه السياسى، ثابت على موقفه وآرائه.. الله يرحمه».
ونعى حزب النور السلفى «كمال»، وقال نادر بكار مساعد رئيس حزب النور: «اللهم ارحم عبدك عبدالله كمال واغفر له»، وقال عبدالله الناصر حلمى، أمين عام اتحاد القوى الصوفية: «رحل صحفى من خيرة أبناء مصر ولقد كان رجلاً ونابغاً فى مجاله».
بدأ «كمال» العمل الصحفى فى مجله «روزاليوسف» قبل التخرج فى أغسطس 1985، بالتوازى مع هذا كان ينشر الموضوعات الصحفية فى جريدة «الرأى» الكويتية، وشارك فى تحرير جريدة «الأحرار» الحزبية إبان تولى الكاتب الراحل محمود عوض رئاستها، وفى عام 1995 عين رئيساً لتحرير «روزاليوسف»، واستمر فى رئاستها حتى نهاية عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، والذى نشر مؤخراً كتاباً يحكى فيه عن مذكراته قبل حرب أكتوبر 1973 تحت عنوان «كلمة السر»، ونشرته «الوطن» حصرياً منذ شهور، وسبق أن عين عضواً فى مجلس الشورى عام 2007.
ولـ«كمال» عدة كتب منها «الإباحية والإجهاض: معركة الأزهر والحكومة»، و«التجسس الأمريكى على عصر مبارك»، و«نساء أنور السادات» و«إمبراطورية آل الفايد» و«التحليل النفسى للأنبياء» وتجربة شخصية مع عبدة الشيطان»، و«الدعارة الحلال - المؤسسة السرية للزواج فى الشرق الأوسط والقوادون والسياسة».
وفى آخر تعليق له على «فيس بوك» قبل وفاته بساعتين، تساءل «كمال» عن هل تريد دول أوروبا وأمريكا أن تفهم «الشرق»؟، معتبراً أن التحليلات الأمريكية والأوروبية لما يجرى فى العراق تظهر أن عشر سنوات من «العك» المميت لم تعلم هؤلاء الناس أى شىء.