«صباحى» لوفد البرلمان الألمانى: لو أجريت انتخابات الرئاسة اليوم لفزت بها
قال حمدين صباحى، المرشح السابق للرئاسة ومؤسس التيار الشعبى المصرى، إن التحدى الراهن أمام المصريين هو الدستور الذى يجرى إعداده الآن ومعركة الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، مضيفاً أنه لو أجريت انتخابات رئاسية نزيهة اليوم، فإنه على ثقة أن المصريين سيمنحونه ثقتهم، وأن «الإخوان» لن يحصلوا فى تلك الانتخابات أو الانتخابات المقبلة لا على النتيجة التى حصلوا عليها فى انتخابات الرئاسة ولا نفس المقاعد التى حصلوا عليها فى البرلمان السابق.
وأضاف صباحى، خلال لقائه بوفد البرلمان الألمانى مساء أمس الأول فى مقر التيار الشعبى بالمهندسين، بحسب بيان صادر عن التيار: «أهداف الثورة بالغة الوضوح وشعاراتها كانت بالغة الدلالة: العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.. وجميعها لم تتحقق حتى الآن، وباتت العدالة والحرية والاستقلال هى المطالب الأكثر إلحاحاً الآن بحكم اتساع دائرة الفقر فى مصر».
وأشار مؤسس التيار الشعبى إلى أن أهم مكاسب الثورة هو إسقاط رأس النظام القديم، لكننا حتى هذه اللحظة أمام ما يمكن تسميته «نظام جديد يستخدم نفس الأساليب القديمة»، وما نتوقعه ونخشاه أن النظام الذى أسقطناه - وهو كان يؤمن بنظام اقتصادى أقرب إلى السوق الحرة بدون مسئولية اجتماعية - هو أقرب إلى القناعات الاقتصادية التى تعتمد عليها جماعة الإخوان المسلمين التى تحكم الآن، لذلك فإن الثورة لم تكتمل، وجرى استبدال يمين رأسمالى فاسد بيمين رأسمالى جديد متوضئ ومتدين وصلب، اختياراته الاقتصادية والاجتماعية هى نفس المنهج القديم، والرأسمالية لن تتمكن من أن تعطى الغالبية العظمى من المصريين العدالة الاجتماعية.
وطالب صباحى المصريين بأن يحاسبوا أنفسهم والرئيس الذى أتى عبر الصندوق بطريقة نزيهة وأمينة عن أى مدى حقق أهداف الثورة، خصوصاً مع اقترابنا من انتهاء مهلة المائة يوم التى حددها الرئيس لنفسه لإنجاز أهداف عاجلة لم يلمس المصريون منها شيئاً حتى الآن، ولم يقدم للمصريين رؤية حول خطته لحل مشكلاتهم وكيف تتحقق العدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقيقية.
وأوضح أن الرئيس الذى انتخب بحكم تكوينه وانتماءاته لجماعة الإخوان لا يمكنه تلبية حاجة المصريين الملحة للعدالة الاجتماعية، مضيفاً أن المطلب الجوهرى للمصريين عن الحرية والشراكة الحقيقية فى صنع القرار لم يتحقق لأن الرئيس الآن أقرب إلى جماعته بعيداً عن التنوع الموجود فى مصر، حتى أصبحت جماعته أقرب إلى «شعب الله المختار» فى مصر يختار منها الأعمدة الرئيسية فى الحكم وهو ما يثير مخاوف حقيقية مما يسمى بـ «أخونة الدولة».
ولمح إلى أن المصريين يطمحون إلى مشاركة فى الحكم لا هيمنة عليه ولا يُعزل منه أحد وهو ما لم يتحقق، وربما يكون تشكيل لجنة الدستور مثالاً واضحاً على أن مبدأ «لا هيمنة ولا إقصاء» لم يتحقق.
وقال صباحى إن التيار الشعبى المصرى ليس حزباً جديداً بل إنه تنظيم مجتمعى واسع هدفه أن توجد وحداته الأساسية فى كل قرية وحى ويحرص على العمل فى مجالات: خدمة المجتمع بشكل تنموى، وتقديم حلول اقتصادية تتبنى فلسفة التعاونيات والشراكات الصغيرة، ونشاط ثقافى يبدأ بالدين وينتهى بالفن ويخاطب الوعى، وتقديم نشاط رياضى.