"الإخوان" تعترف بالفشل خلال حكم "المعزول": أخطأنا.. وهذا وقت الجهاد
اعترف محمد كمال، عضو المكتب السياسي لجماعة الإخوان، بأخطاء التنظيم خلال فترة حكم الرئيس محمد مرسي، وجاء في رسالة وجهها كمال إلى شباب الجماعة، قائلًا، "عمل الإسلاميون في أجواء استغراب شعائر الإسلام من المسلمين أنفسهم، فكانت كل حكومات الأمة ضد كل أهداف الحركة الإسلامية، فلا وعي ولا ضمير ولا عدالة، ولا حرية ولا حتى رغيف عيش، وأخطأت الحركة الإسلامية وأصابت لكنها نجحت في إعداد نفسها كحجر البناء الأول لتستعيد أمتنا يقظتها"، مطالبًا بعدم السخرية أو جلد الذات أو الكفر بضرورة استهداف إصلاح الوطن على منهج الإسلام.
وطالب "كمال"، قيادات وأعضاء الإخوان في رسالتة بضرورة الاستمرار في مقاومة ما أسماه "انقلابً عسكريًا"، وأنه على الجميع ألا يضيق بطول زمن المواجهة؛ فلقد دخلت الثورة في معركة استنزاف، مضيفًا "هذا وقت الجهاد، بجانب الاقتراحات وتداول الرأي في كيفية إنجاح الحراك الثوري، وتبادل نشر القيم العليا للثورة، وعدم الانشغال بالتفاهات بزعم نقد الذات"، مشيرًا إلى أن النقد الحقيقي هو المصحوب بالرؤية، وكلُ حسب قدرته وتخصصه، وهنا يأتي دور القيادات في الاستجابة المخلصة والمرونة فى تعديل المسار وفق مجمل الآراء.
وشدد عضو المكتب السياسي لجماعة الإخوان، في رسالته على أن الحركة الإسلامية لن تتنازل عن الشمول في حركتها وأهدافها، فلا يطلبن أحد منها ترك الواقع السياسي لصالح العمل الخيري والمسجدي أو العكس، لافتًا إلى أن الدعوة تقدمت بأهدافها ولن تتراجع، وأن الحركة الإسلامية ليست نابعة من أهواء ولا مصالح حتى تتراجع عن قيمها مع أي مواجهة مهما كانت شدتها، وأن أخطاء مرحلة الحكم، لا ينبغي أن يهز القناعات المركزية للتنظيم.
واختتم رسالته إلى أعضاء التنظيم، "نحن لا نهزل ولا نرتبك ولا تفزعنا ضربات العسكر فقد اعتدناها، وعرفنا كيف نمتصها ونتغلب عليها، وسوف يعلم شباب الثورة مع الوقت أنهم يسيرون في أرجى الطرق وصولًا إلى نصرة الحق".
ومن جانبه، قال أشرف مصطفي، أحد شباب الإخوان في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، "التنظيم يحاول استيعاب ثورة الشباب بعد الاخفاقات المتلاحقة التي حدثت وفشل القيادات في أن يكونوا على مستوى الثقة التي منحها إياهم الشباب، لذلك فالرسائل تخرج من جانب القيادات لطمأنة الشباب بأن التنظيم مستمر وباق ولن يتأثر بما يحدث، مشيرًا إلى أن شباب الجماعة يطالبون بمحاسبة المخطئين من قيادات التنظيم وتنحيتهم بعيدًا عن إدارة الجماعة في الوقت الحالي، لذلك تحاول القيادات التأكيد على أركان البيعة كركن الثقة في القيادة وغيرها من المفاهيم التي يعلمها شباب الإخوان لضمان عدم انشقاقهم وخروجهم عن طاعة القيادات".
وقال أحمد بان، الخبير في الحركات الإسلامية في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، القيادات دمرت التنظيم وأهدرت دماء الأبناء ولا تريد أن يخرج الشباب عليها ويرفض الامتثال لأوامرها ومن ثم تحاول العمل من خلال الرسائل المختلفة على أن تعيد الشباب إلى حضن التنظيم مرة أخري، مشيرًا إلى أن غضب قوي داخل الشباب جراء ما آلت إليه الأحوال داخل التنظيم ومآلات أفعال القيادات في التنظيم حينما اعتلوا حكم مصر في الأشهر الماضية ومن ثم يسعي القيادات إلى منح الشباب قبلة الحياة والثقة في التنظيم مرة أخرى.