م الآخر| أراب جوت تالنت.. ورحلة البحث عن العاهات والمواهب
"أراب جود تالنت" البرنامج الأشهر فى الوطن العربي، لأنه يتبني جميع المواهب بلا إستثناء وليس موهبة واحدة، وهو مثل باقى البرامج الغنائية أو الشعرية مثل برنامج "أرب أيدول" و"ذا فويس"، وأمير الشعراء وغيرهم، ويبدو أن هذا ما يميز البرنامج، ويعطيه نكهة خاصة، ويجعله فى الصدارة، خاصا مع وجود لجنة تحكيم بهذه القوة، وإزدادت قوة بدخول الفنان أحمد حلمي الموسم السابق ضمن لجنة التحكيم.
رغم كل هذه الميزات التى تميز البرنامج إلا أنه يوجد حوله العديد من علامات الاستفهام، علينا أن نعترف بأن البرنامج تجارى من الدرجة الأولى، وسياسته لا تهتم بإبراز الموهبة بقدر ما تهتم بإضحاك الجمهور؛ للحصول على نسبة مشاهدة أعلى عن طريق السخرية من المشاركين، كل ما يهم إدارة البرنامج هو عمل شو "عرض" مهما كلفهم الأمر، ومن يقرأ مقالى هذا وكان له شرف محاولة المشاركه فى هذا البرنامج، سيدرك ويفهم ما أعنيه.
سيلاحظ أنهم لا يبحثون عن المواهب بقدر ما يبحثون عن العاهات للسخرية منها فى البرنامج، سيدرك أنهم يستطيعون أن يقبلوا عشرات العاهات مقابل قبولهم لموهبة واحدة ممن يستحقوا المشاركة بالفعل، غير مبالين بالمواهب الحقيقية التى تتمنى ربع فرصة ظهور فى هذا البرنامج بدلا من هذه العاهات؛ لكى يصبح لدينا منافسة قوية مثمرة ومفيدة للمشاهد، ليس الهدف منها فقط إضحاكه بل إمتاعه أيضا.
وما يؤكد كلامي هذا، بأن الموسم السابق تم السخرية فيه من العديد من المشاركين، وكان أبرزهم شاعر مصرى سمحوا له بالسفر ومعه بقرة لكي يسخروا منه على المسرح ويضحكوا الجمهور، وأصبحت أشهر بقره فى الوطن العربي.
هل كان هذا المشارك مفاجاة لهم على المسرح؟، بالتأكيد لم يكن مفاجاة فهم من أعدوا لسفره من مصر إلى بيروت وسفر بقرته معه، وتم ذلك بمساعدة اللجنة الفرعيه التى ترى المواهب فى كل الدول وتقرر سفرهم، فهى التى تختار من يظهر كشخص موهوب ومن يظهر كشخص معتوة ليسخر منه الجميع.
ولكن لا يقع اللوم على إدارة البرنامج فقط، فاللوم الأكبر على المشترك الغير موهوب الذي يسمح لهم أن يجعلوا منه مادة للسخرية.
علينا أن نعترف بأن من يبحثون عن الشهره كثيرون، لكنني مازلت أتعجب من أشخاص الشهرة لديهم أهم من كرامتهم.