6 أصدقاء «مسلمون وأقباط» يعلقون زينة رمضان فى «أرض اللوا»: طول عمرنا إيد واحدة
يتخذون من «دكانة عم مكرم» ملتقى يجمعهم يومياً بعد صلاة العشاء، حيث يغلق الأصدقاء الستة محالهم التجارية الموجودة فى منطقة أرض اللواء، ويتبادلون الحديث حول أحوال البلد وأوضاعه السياسية والاقتصادية والأمنية، مستمتعين بصوت أم كلثوم الذى يخرج من راديو صغير يشاركهم الجلسة.
«حسين.. عصام.. مبروك.. مكرم.. جمال.. رمسيس»، ستة أصدقاء من حى واحد، ثلاثة منهم مسلمون والثلاثة الآخرون أقباط، ينصب حديثهم حول منطقتهم وأطفالهم وأسرهم، وعن الأسعار والماضى وذكرياته: «إحنا الستة أصحاب وجيران بقالنا أكتر من 30 سنة، كلنا عندنا محلات فى الشارع، واتجوزنا فى نفس الشارع، وعيالنا تقريبا قد بعض وبكرة هيطلعوا صحاب زينا إن شاء الله».
الصداقة التى تجمعهم تذيب أى فوارق بينهم، حتى وإن كانت فى الديانة: «أتحدى أى حد يعرف مين فينا مسلم ومين مسيحى»، قالها «حسين»، مؤكداً أنهم اشتركوا جميعاً فى شراء زينة رمضان ليفرح بها الأبناء والأحفاد: «إحنا صحيح دياناتنا مختلفة لكن فرحتنا برمضان واحدة».
«السنة دى مفيش زينة كتير متعلقة فى الشوارع عشان حالة الناس تعبانة، لكن الشيخ عصام ساعدنا بشوية زينة من مكتبته، وإحنا اشترينا حبال، والعيال علقوها وكانوا فرحانين وإحنا واقفين معاهم»، قالها «رمسيس»، والفرحة بقدوم شهر رمضان تطل من وجهه. «ماتفرقش معايا ده مسيحى ولا مسلم، بنسأل على بعض وبنفطر مع بعض كمان، فيه حب ومودة بيننا، كلنا أسرة واحدة فى السراء والضراء»، قالها «مكرم»، مؤكداً أن الشارع الذى يقطنونه ملىء بالمسلمين والمسيحيين، ولا تمييز دينى بينهم، وأضاف «حسين»: «فى رمضان بنسهر وبنتسحر مع بعض، وبنعيّد مع بعض، واللى عامل كحك سواء فى عيدنا أو عيدهم بيوزع على التانى»، متمنياً أن تكون منطقتهم نموذجاً مصغراً للبلد.
الحديث عن ترابط أهل الشارع استدعى الحاج «مبروك» لإثباته بوقائع حدثت بالفعل: «ده لو فيه جنازة فى الكنيسة اللى قدامنا، كلنا بنروح نعزى، ولو فيه فرح كلنا نروح نهنى ونفرح مع بعض، أصل دى عشرة عمر بيننا».