مصريون استجابوا لمبادرة «السيسى» وقرروا التبرع بـ«بصلة المحب خروف»
دعوة التقشف التى أطلقها المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى، ظهرت مجدداً بعدما أصبح رئيساً، لكن فى صورة تبرع أقدم عليه الرئيس حين أعلن تبرعه بنصف راتبه وميراثه وثروته، فقرر المصريون أن يتبعوه حتى وإن لم يكن لهم رواتب أو إرث، اتبعوه بمنطقهم الخاص، المنطلق من «بصلة الحب خروف».
كعادته، يقف محمد عبدالله، عامل نظافة وسط شارع شهاب، يمسك بين يديه مقشة لم تفارقه طوال 20 عاماً، لا يملك «محمد» ما يقدمه لمصر من مال أو ميراث، لكنه قرر بعد مبادرة الرئيس «السيسى» أن يقدم عدد ساعات يستقطعها من الفترة التى يمنحها لأولاده ليعمل فى حب مصر: «مش معايا فلوس أقدمها لمصر، لكن ممكن أصحى بدرى واشتغل ساعتين زيادة».
يمسك شوالين يجمع فيهما الرجل الخمسينى الزجاجات الفارغة والكرتون وكل ما يعاد تصنيعه وإنتاجه، يكسب فيها بعض المال ليصرف على أبنائه الثلاثة وزوجته، يسكن «محمد» فى حجرة خشبية بالإيجار بمنطقة «أرض اللواء»، ويعمل ليل نهار من أجل عيشة كريمة ومستقبل أفضل، كما يحلم: «نفسى أطلع عمرة».
لم يتذكر «محمد» من تاريخه سوى أنه كان يرى شوارع مصر عندما كان فى ريعان شبابه نظيفة والأشجار تزينها، فقال: «لازم الناس تحافظ على شوارعها، النظافة دى سلوك، لازم نساعد الرئيس بأى حاجة حتى ولو بسيطة، وأنا لو بإيدى أكتر من الساعتين كنت اديت».
«جنيه فى الشهر»، المبلغ الذى خصصه إسماعيل محمد، عامل بمصنع الحديد والصلب، للتبرع به شهرياً لصالح مصر، استجابة لنداء الرئيس «السيسى»، من أجل النهوض بالاقتصاد والعبور إلى بر الأمان، حسب قوله؛ «إحنا على قد حالنا أيوه، بس نقدر نساعد برضه».
رغم المعاناة التى تواجه الرجل البسيط والعمال لقلة المرتبات وعدم صرف الأرباح السنوية، فإنهم قرروا التوقف نهائياً عن مطالبهم الفئوية التى استمرت طيلة عام: «كل اللى بأدينا إننا نتوقف عن مطالبنا ونرجع نشتغل بجد، وعشان كده اتفقت مع العمال إننا ندى فرصة للريس إنه يصلح حال البلد، وأكيد حقنا مش هيروح».
فكرة الرجل الخمسينى فى الاستغناء عن جنيه فى الشهر من كل عامل فى المصنع مقابل مساعدة الوطن، والتوقف عن المطالب الفئوية فى هذا التوقيت - لقيت نجاحاً كبيراً وسط العمال؛ «كنت فاكر إنهم هيرفضوا عشان كل واحد ملتزم ببيته وعياله، بس معظم العمال وافقونى على الاقتراح، وطالبنا الإدارة إنهم يخصموا مننا جنيه فى الشهر، ويبقى كده دخل لمصر فى السنة من عامل واحد 12 جنيه وأكيد هيفرقوا».
«هاعلق فرع نور وفانوس واحد بس فى البلكونة»، هكذا قررت نادية سيد، ربة منزل، استقبال شهر رمضان هذا العام على غير عادتها، فالفوانيس المضيئة واللمبات الملونة التى اعتادت أن تعلقها فى شرفة منزلها بحى المطرية قررت أن تقللها حتى تساعد فى خفض أحمال الكهرباء؛ «لو كل واحد قال ماجتش عليا، النور فى رمضان هيقطع 24 ساعة».