من "الكاميرا الخفية" إلى "قرش البحر".. "المقالب الرمضانية" تشعل الخلاف بين الأجيال
"أنتم بهذ الطريقة لا تسعدون الناس"، ربما يكون ما قالته هيفاء وهبي في المقلب الذي أجراه معها الممثل الكوميدي رامز جلال صحيحًا، حيث وجدت المطربة اللبنانية نفسها أمام مقابر فرعونية وسط أفاع وطيور ومكان مغلق ومومياء فرعونية يتنكر فيها رامز جلال، وسط إضاءة متقطعة وصراخ ونقر على الجدران وأمور مخيفة ببرنامج "رامز عنخ مون"، قد تجعل الضيف عرضة لنوبة قلبية أو ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم.
واستمرارًا لبرامج المقالب الرمضانية، وبعد مرور عام واحد يقدم الفنان رامز جلال برنامجًا مشابهًا بعنوان "رامز قرش البحر"، ويحدث موقف مشابه مع الفنانة آثار الحكيم بالبحر من خلال ظهور سمكة قرش ودماء ورجل مقطوعة وكان المركب يغرق بالبحر لتصاب الفنانة آثار بحالة من الهلع والترويح والخوف، متهمة الفنان الكوميدي بأنه لا يحترم الضيوف "ويلعب مع الكبار".
برامج مماثلة "رامز قلب الأسد" و"هكشن"، "إوعى وشك" و"رامز ثعلب الصحراء" وغيرها من البرامج تحدث البعض عن أنها برامج مملة وتصيب بالغيظ، بجانب طلب بعض الفنانين بإيقاف هذه البرامج التي تدعو للسخرية من الفنان الضيف بمجيء الفنان لعمل حوار رمضاني عن طريق الكذب لاستدراجه لموقف مخزٍ على حد تعبير بعض الفنانين، فيما يبرره أصحاب المقالب الكوميدية بأنه عمل كوميدي مضحك لا يقلل من قيمة أو شان الفنان.
من جيل لجيل، أحداث ومواقف وثقافة تتغير، فشهدت فترة الثمانينيات والتسعينيات مقالب رمضانية مضحكة مثل "إديني عقلك"، وبرامج "الكاميرا الخفية" المضحكة وصولًا بـ"حيلهم بينهم" الذي وصفه البعض بأنه "مستفز" مثل الفنانة منة فضالي عندما قالت في مقطعها الشهير "إنت هتلمعني"، إلا أن مثل هذه البرامج في هذه الفترة لا تعد خرقًا لاحترام قيمة ضيف الحلقة كونها لا تزيد عن برنامج مقلب يستفز الضيف لإخراج ما لديه من عصبية دون التطرق إلى ما يؤدي لإهانة الضيف أو تعرضه لصدمة.
تطور إعلامي يبرره البعض باختلاف الأجيال والأزمنة وبرامج تتناسب مع التطوير الإعلامي الذي ننشده فيقول الفنان سامح الصريطي، لا بد من عدم الاستخفاف بعقلية المشاهد وإن تطلب الأمر تقديم برامج للتسلية الرمضانية فيجب أن تكون بعيدة عن المقالب التي نسمع فيها ألفاظ وشتائم لا يصح أن تقال بالتليفزيون حتى نرتقى بسلوكنا بعيدًا عن الشتائم والردح والمقالب السخيفة التي يصطنعها بعض الفنانين بين بعضهم البعض، بينما ذهب البعض الآخر إلى ضرورة عدم المبالغة في تسمية هذه المقالب بالسخيفة أو التي تقلل من قيمة الفنان.