حول العالم.. رمضان في سوريا "حرب ودمار وذكريات مؤلمة"
على صوت المسحراتي يستيقظ السوريين في الأحياء الشعبية لقيام الليل وإعداد وجبة السحور، ثم يجتمعون حول الموائد الغنية بالمأكولات، "كالفول، والبيض، والزيتون، والجبن"، وفي الصباح تكتظ الأسواق بالمستهلكين وينتشر باعة الحلويات كالكنافة والنهش السوري ومحلات بيع الحمص والفول والفستق الحلبي والمخللات وتعمر المساجد بالمصلين في أوقات الصلاة.
أما على المستوى الرسمي، كانت تخصص مساحاتٍ واسعة من البث الإعلامي الإذاعي والتليفزيوني للبرامج الدينية فهناك ساعات مخصصة للقرآن الكريم، وللحديث الشريف وللسهرات الدينية والندوات الحوارية، كما تخصص المساجد أوقاتاً فيما بعد صلاتي الفجر والعشاء للدروس الدينية، وبعد صلاة التراويح ترسل دارالإفتاء السورية الشيوخ وعلماء الدين للمساجد.. لكن كل هذا لم يعد له وجود.
فالحرب "السورية - السورية" دخلت عامها الثالث، وتبعات الحرب والسياسة لم تترك للأجواء الرمضانية مكانًا، وأصبح الحصول على قوت يومهم من المواد الغذائية هو الهم الأساسي للسوريين، وقبل ذلك البقاء على قيد الحياة والهروب من المناطق التي تتعرض للقصف.
فبعد أن كانت اصوات المقاهي والرقصات الفلكلورية تدوي فى شوارع سوريا، صار لا صوت يعلو فوق أصوات المدافع وآلات الحرب، ليفقد الشهر الكريم زهوته واستعداداته الخاصة، ليأتي الشهر حاملًا في طياته ذكريات موجعة للاجئن السوريين في البلدان المجاورة الذين يسكنون خيامًا على بعد أمتار من وطنهم فى انتظار العودة إليه.