السيد ياسين عن الفريق الرئاسي: نكتة سياسية وبدعة مصرية
عقدت مؤسسة "عالم واحد" للتنمية ورعاية المجتمع الدولي منتدى "رفاعة الطهطاوي" لدراسات الديمقراطية في منطقة شمال الشرق الأوسط وأفريقيا ورشة عمل، مساء أمس الثلاثاء، بعنوان "مؤسسة الفريق الرئاسي الدور والمهام" بمشاركة الفقيه الدستوري وعضو المجلس الاستشاري سابقا السيد ياسين، وعصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، وعماد عبد الغفور مساعد رئيس الجمهورية لشئون التواصل الاجتماعي، والكاتب الصحفي أيمن الصياد مستشار رئيس الجمهورية، والدكتور مصطفى الفقي المفكر السياسي.
من جانبه قال الدكتور السيد ياسين، المفكر السياسي، إن الليبراليين ذهبوا لمرسي في جولة الإعادة هروبا من جحيم أحمد شفيق، وعرضوا تأييده بشرط تعيين نواب شباب وإمرأة وأقباط، مشيرا إلى أن هذه المطالب تعتدى على مبدأ المواطنة، لأن المصريين متساوون أمام القانون، وفكرة وجود القبطي لكونه قبطيا في مؤسسات معناها تبني مبدأ المحاصصة وهذا مطلب عجيب صدر من النخبة الليبرالية.
وأضاف ياسين أن اقتراح وجود فريق رئاسي هو نكتة سياسية وبدعة مصرية لا أساس لها، وأنه لا يوجد أساس وشفافية لاختيار الفريق الرئاسي.
وأشار ياسين إلى انعدام وحدة الفكر بين 17 مستشارا للرئيس، وغموض للصلاحيات وطريقة العمل، موضحا أنه من المفروض أن يصدر قرار بصلاحيات هذه الهيئة، وهل سيعملون كفريق عمل، وهل سيناقشون كل شىء قبل عرضه على الرئيس، قائلا "أحد المستشارين قال، إن الرئيس لو مخدش رأيه هيستقيل، وهذا قرار سطحي فلا يوجد ما يجبر الرئيس على الأخذ برأيه".
وأوضح ياسين إن كل رئيس أمريكي كانت له مدرسة خاصة في الاستشارة والمبدأ مستقر سياسيا ودستوريا، أن الرئيس هو المسؤول عن القرار، فعبد الناصر أخد قرار الحرب في 67 وفشل والسادات صمم على اتخاذ قرار الحرب رغم معارضة بعض القيادات العسكرية وأقال 4 منهم بعد نجاحه في الحرب.[Quote_1]
وأشار ياسين إلى أن الرئيس يرغب في اتخاذ قرار منه، ولكن لا يستطيع بحكم مقاومات الضغط والمصالح، وأنه توقف عند تصريح العريان بأنهم سيترشحون على كل المقاعد فى الانتخابات القادمة لتنتهي سياسة مهادنة الخصوم، مشددا على ضرورة وجود رؤية وتخطيط على مدى 50 عاما، من قبل الدولة.
ومن جانبه قال عماد عبد الغفور، مساعد الرئيس، لن أبرر أو أدافع عن اختيارات الفريق الرئاسي، فأنا مكلف بقضية التواصل المجتمعي، والمجتمع به مشكلات كبيرة بسبب التقصير في العهود الماضية، ونحن نحاول التواصل مع أهل النوبة والعمال والفلاحين وإضراباتهم والبحث عن حلول لمشكلاتهم، وكذلك البحث في مشكلات الفتنة الطائفية.
وأوضح عبد الغفور أن مهمة الفريق الرئاسي ألا ينتظر حتى تحدث المشكلة ليبحثوا لها عن حل، وإنما مهمتهم أيضا البحث عن المشاكل مثل قضية أبناء سيناء وكيفية معالجتها، قائلا: قد يكون جزء من حل المشاكل هو الحديث مع أصحابها وتأكدهم من اهتمام مؤسسة الرئاسة بمشاكلهم.
وأكد عبد الغفور، إن الفريق الرئاسي أمر مهم، وأنهم يجب أن يعملوا على أرض الواقع، ولابد أن يخلقوا حوارا لمنع المجموعات المتطرفة من زرع الفتنة الطائفية قائلا: مهمتنا التنبؤ بالمشكلات وتخفيف صدماتها لتجنب وجود مشكلات طائفية وعرقية تسيء إلى المجتمع المصري، ومعالجة مشكلات الشباب مع الجهات التنفيذية مثل مشكلة الأولتراس بترشيد توجهاتهم وانفعالاتهم لصرف طاقاتهم من هدامة إلى طاقة بناء وتعمير.
وأبدى الكاتب الصحفي أيمن الصياد، مستشار رئيس الجمهورية، اتفاقه مع السيد ياسين في مبدأ المحاصصة، قائلا: الدكتور محمد مرسي يحرص على وضع مسافة بينه وبين حزبه في إشارة منه إلى حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الذي تمكن مرسي من الفوز بكرسي الرئاسة كمرشح عنه.[Quote_2]
وأوضح الصياد أن المستشار الرئاسي ليس صاحب قرار، قائلا لا أعتقد أننا بصدد مؤسسة رئاسية الآن، لأن المؤسسة توجد لها قوانين تنظمها ونحن نفتقد لتلك القوانين، وما نحن بصدده غير موجود بالدستور وليس له قانون.
وأوضح الصياد أنه كان يفضل أن يكون الفريق الرئاسي من الحزب الحاكم، لكننا في مرحلة حساسة وأوضاع استثنائية، تكون مهمة مستشاري الرئيس فيها التحقق والتوثق من الانتقال الديمقراطي الحقيقي، بعد انتهاء نظام ديكتاتوري، وبدء نظام نتمنى أن يكون ديمقراطيا.
ومن جانبه قال الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، إنه لاحظ على الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية في اختياره لمستشاريه في الفريق الرئاسي وجود نوع من سداد المديونيات الانتخابية وهو أمر موجود في العالم، مشيرا إلى أن مرسي ضيّق على نفسه دائرة الاختيار.
وأوضح الفقي أن الفريق الرئاسي كان يجب أن يعتمد على أهل الخبرة لا أهل الثقة، فمجلس المستشارين كان يجب أن يشمل كل الألوان وأن يبتعد مرسي عن سداد المديونية والتركيز على دائرة معينة في الاختيار دون إهمال القضايا الكبرى والملفات الرئيسية والتوجه لقضايا فرعية.
وأضاف الفقي: أنا كنت سكرتير مبارك للمعلومات، وقبل على مضض أن يعين أسامة الباز مستشارا له، ومرسي نجح في أن يتخلص من ازدواجية الحكم مع المجلس العسكري وهو ما يذكرني بمذبحة القلعة، موضحا أن تصرف مرسي كان أذكى من السادات في تعامله مع خصومه بهدوء وكذلك في زيارته المهمة لإيران.
وأضاف الفقي إنه لا يقارن بين النظام الحالي والنظام السابق، لأن النظام السابق كان بلا رؤية ولكن النظام الحالي له نظرة، موضحا أنه كان من الأفضل أن يُوضع بمستشار على رأس كل ملف مثل ملف مياه النيل وملف العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وملف الألغام بالصحراء الغربية وملف التعليم وملف العشوائيات، لأن هذه هي المشاكل الأساسية، التى إن حلت ستحل المشاكل الفرعية مثل أزمة النظافة والمرور.