فانوس يغير مسار حياة «أبوحمادة»: كنت بشتغل فى تركيب الرخام.. بقيت بصنع منه أنتيكات
منذ 20 عاماً، كان فانوس رمضان هو السبب فى تغيير مسار حياة «حسن أبوحمادة»، وحياة من حوله. يجلس الرجل الستينى كل عام قبل رمضان بشهرين داخل دكانته بـ«حارة الربع» المتفرعة من باب الخلق، وإلى جواره الراديو الذى ينبعث منه صوت «أم كلثوم»، بينما يسرح هو فى الماضى وذكرياته، يتذكر فرحته الشديدة عندما تزوجت ابنته قبل رمضان مباشرة: «ياااااه بسرعة كده فات عشرين سنة!»، يخفض صوت الراديو عندما يسأله أحد الزبائن عن سعر الفانوس ويرحل، فيعيد رفع صوت الراديو مرة أخرى.
«من 20 سنة كنت بجوّز بنتى، وجوازها جه قبل رمضان على طول، كنت باخد رأى ابنى الكبير محمد، بقول له: عايزين هدية لاختك قبل جوازها، قال لى: يابا ما تعمل لها فانوس رخام، هى نفسها فى فانوس، راح جاب لى فانوس، وعملنا زيه رخام»، قالها الرجل الستينى الذى كان يعمل فى بيع وتركيب الرخام ثم غيّر مهنته إلى صانع فوانيس رخام، وبعض الأنتيكات الأخرى المصنوعة من الرخام أيضاً.
يشير بيديه إلى فانوس معلق فى دكانه الصغيرة: «الفانوس ده طبق الأصل من اللى عملته لبنتى، وهى محتفظة بيه لحد دلوقتى، هتسلّمه لبنتها اللى مخطوبة لما تتجوز». الفانوس مصنع يدوياً من رخام الألباستر، وبحسب «أبوحمادة»، هو نوع من أنواع الرخام الذى كان يستخدمه قدماء المصريين: «من فضل ربنا علينا كمصريين الألبساتر ده ماطلعش إلا من عندنا فى مصر، ده فى بنى سويف، فى محمية كهف وادى السنور».
لا ينسى الرجل الستينى صديقه والصنايعى الذى يعمل معه «الأسطى عادل سلكة»: «لازم ماننساش الناس اللى بتتعب، لأن عمل الفانوس ده صعب، وبيتطلب وقت كبير، ومحتاج إيد قوية شغالة على الرخام، وفى نفس الوقت شاطرة وحرفية».