الجيش العراقى يشن عمليات عسكرية للرد على إعلان «الدولة الإسلامية»
أحكمت القوات العراقية التى تشن عملية عسكرية واسعة فى تكريت، معقل الرئيس العراقى السابق صدام حسين، السيطرة على مدخلى المدينة الجنوبى والغربى، وفق وكالة «فرانس برس»، لكن شهود عيان نفوا لشبكة «سى إن إن» عودة قوات الأمن إليها، بعد أن سيطر عليها مسلحون، تقول وسائل الإعلام الرسمية إنهم يتبعون تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش».
وقال ضابط فى الجيش العراقى فى تصريح لوكالة «فرانس برس»، أمس: «قواتنا تقدمت من المدخل الجنوبى وأحكمت السيطرة على الطريق الرئيسى المؤدى إلى المدينة». من جهته أعلن مصدر أمنى وصول تعزيزات عسكرية إلى قاعدة «سبايكر» العسكرية، الواقعة فى شمال المدينة، تشمل مدافع ودبابات، مؤكداً أن «القوات استعادت جميع الطرق المؤدية إلى تكريت ولم يبق سوى اقتحام المدينة براً».
ونقلت شبكة «سى إن إن» الإخبارية عن شهود عيان قولهم إن «قوات الأمن لا وجود لها فى تكريت، مع أن الحكومة تعلن أنها تستعيد السيطرة على المحافظة». وأضافت «سى إن إن» أن «كاميرات لها تجولت فى تكريت ولم ترَ أى أثر لقوات الأمن».
فى سياق متصل، وصل خبراء روس إلى العراق لمساعدة الجيش فى قتال تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، وإدارة تشغيل مقاتلات «سوخوى» التى اشترتها بغداد من موسكو مؤخراً، وفق ما ذكرته وكالة أنباء «نوفوستى» الروسية.
ونقلت الوكالة عن قائد القوت الجوية العراقية الجنرال أنور أمين، قوله، أمس، إن «المقاتلات الجديدة سوف تدخل الخدمة خلال ثلاثة أو أربعة أيام، لدعم قواتنا فى محاربة مقاتلى داعش». وكان عضو اللجنة الأمنية العراقية عباس البياتى أعلن، أمس الأول، أن بغداد تسلمت 10 مقاتلات سوخوى روسية، وأنها تربض بالفعل فى عدد من المطارات الحربية، متوقعاً أنها سوف تُحدث نقلة نوعية فى عمل القوات الجوية العراقية وستؤدى لرفع قدرات الجيش فى قتاله ضد تنظيم «داعش». فى السياق ذاته، قالت «نوفوستى» إن «السلطات العراقية كلّفت ضباطاً كباراً من جيش النظام السابق بتولى قيادة المقاتلات الروسية من طراز سوخوى 25، التى وصلت العراق أمس الأول من روسيا». وأشارت إلى أن محمد العكيلى، عضو الائتلاف الذى يترأسه نورى المالكى رئيس الوزراء والقائد العام لقوات العراق المسلحة، أكد لــ«نوفوستى» أن الحكومة استدعت الضباط العراقيين، وبينهم المتقاعدون، ممن قاتلوا فى صفوف جيش النظام السابق، لخبرتهم الطويلة فى قيادة المقاتلات الروسية.
ووفق وكالة أنباء «أسوشييتد برس» أثار إعلان تنظيم «داعش» إقامة دولة خلافة إسلامية احتفالات فى معاقل التنظيم فى سوريا، لكنه قوبل أيضاً بإدانة مقاتلين سوريين معارضين والسلطات فى بغداد ودمشق.
وقال المتحدث باسم جيش الإسلام عبدالرحمن الشامى، وهى جماعة إسلامية متمردة فى سوريا: «العصابات التى فى بغداد تعيش فى عالم افتراضى. إنهم واهمون. يريدون تأسيس دولة دون امتلاك وسائل لتفعيل ذلك». وأضاف أنهم «لا يستطيعون تأسيس دولة من خلال النهب والتخريب والتفجير». وفى العراق، قال النائب السنى حامد المطلك: «هذا مشروع خُطط له جيداً لتمزيق المجتمع وإشاعة الفوضى». وأضاف أن «الأمر لا يصب فى مصلحة الشعب العراقى، لكنه سيتسبب فى تزايد وتيرة الاختلافات والانقسامات». من جهة أخرى، دعا أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيرانى محسن رضائى، خلال زيارة له لإقليم أذربيجان شمال غرب إيران، الأتراك الأذريين إلى التطوع للحرب فى العراق، قائلاً إن «عليهم أن يستعدوا للحرب، وإن هناك عاشوراء وكربلاء أخرى فى الطريق». وأضاف: «لا نستطيع أن نتفرج على عاشوراء التى تحدث اليوم فى العراق، ويجب أن نفعل شيئاً.. استعدوا وانتظروا أوامر المرشد الأعلى». من جانبها أعلنت مجموعة من التنظيمات الجهادية مبايعتها لـ«أبوبكر البغدادى»، زعيم جيش الدولة الإسلامية فى العراق والشام، المعروف بـ«داعش»، أميراً للمسلمين، وجاء ذلك بعدما أعلن أبومحمد العدنانى، المتحدث باسم التنظيم، قيام دولة الخلافة فى العراق وسوريا ومطالبته المسلمين فى كل مكان بالعالم بمبايعة «البغدادى».
وقال «العدنانى»، فى تسجيل صوتى، نشرته مواقع جهادية، مساء أمس الأول، إن التنظيم لن يقف عند العراق والشام، لذلك حذفوا هاتين الدولتين من اسم التنظيم، ليصبح «الدولة الإسلامية» فقط.
واستجاب مجلس شورى أنصار الشريعة فى الأردن للتنظيم، وأعلن مبايعته لـ«البغدادى»، فى بيان نشره منبر الإعلام الجهادى، أكد فيه المجلس أن الخلافة هى الرئاسة العامة فى التصدى لإقامة الدين بإحياء العلوم الدينية وإقامة أركان الإسلام والجهاد وما يتعلق به من تنظيم الجيوش للقتال.
وأعلن الداعية التونسى بلال الشواشى، الذى انشق عن تنظيم جبهة النصرة المعادى لـ«داعش»، عبر حسابه على «فيس بوك»، مبايعته لـ«البغدادى»، خليفة للمسلمين. مضيفاً: «أدعو جميع المسلمين فى العالم إلى مبايعة أمير المؤمنين، الخليفة القرشى أبى بكر البغدادى، وأن يطيعوه فى المعروف، وأن يصدعوا بكفرهم بكل طواغيت العالم وقوانينهم وعبيدهم، وبولائهم للإسلام ولأهل الإسلام ولدولة الإسلام».
وهاجم أبوأحمد عبدالرحمن المصرى، الجهادى فى «داعش»، فى مقال بعنوان «فروع القاعدة والإسلام»، نشرته مواقع جهادية، تنظيم القاعدة، مؤكداً أنه السبب فى تشتيت الجهاديين وتفتيتهم. قائلاً: «الفرق التى تمثل فروعاً للقاعدة وتُظهر نصرتها لباطل أيمن الظواهرى تقاتل نظاماً علمانياً وتسالم نظاماً علمانياً آخر، لذلك قاعدة الظواهرى مصيرها التفكك والذوبان لالتقائها مع النظام العالمى أو العلمانية».
وأضاف: «لكى تتخلص تلك الفروع مما وصلت إليه القاعدة من تردٍّ إلى القاع عليها أن تكفر بالطواغيت كلها، فلا تعادى طاغوتاً وتوالى آخر، وأن تبايع داعش، وأميرها أبوبكر البغدادى».