مع تراجع إيرادات السياحة 9 مليارات دولار.. هل يُصلح "موسم الشتاء" ما أفسده "كورونا"؟!
«السياحة» تتأهب للموجة الثانية لفيروس «كورونا»
شهدت مصر خلال السنوات الثلاث الماضية نمواً فى إيراداتها السياحية، لتسجل 13 مليار دولار فى 2019، مقارنة بـ11.6 مليار دولار فى 2018، و7.8 مليار دولار فى 2017، كما تقدمت مصر كوجهة للسائحين فى ترتيب منظمة السياحة العالمية إلى المركز 34 العام الماضى، مقارنة بالمركز الـ36 فى 2018، بينما ارتفع متوسط الإيرادات من السائح الواحد فى مصر لـ1000 دولار خلال 2019، مقارنة بحوالى 940 دولاراً فى 2017.
يأتى هذا فى الوقت الذى بدأت الحكومة المصرية إعلان تعافى قطاع السياحة بعد سنوات من المعاناة أعقبت أحداث ثورة يناير 2011، ليضرب «فيروس كورونا» الذى اجتاح العالم مطلع العام الحالى هذا القطاع الحيوى مجدداً ويدخله فى نفق مظلم، بعدما تسبب فى وقف نشاط القطاع بالكامل وتكبده خسائر فادحة فى مصر بلغت 12 مليار دولار منذ مارس الماضى وحتى أكتوبر 2020.
وبالنظر إلى أرقام السياحة فى مصر خلال الموسم الصيفى، الذى يبدأ من مطلع شهر مايو وحتى نهاية أكتوبر، نجد أنه حقق خسائر بلغت نحو 9 مليارات دولار، بينما انخفض عدد الرحلات المتجهة إلى مصر بنسبة 59% خلال الفترة نفسها، وهو ما دفع الحكومة إلى وضع خطط لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الموسم السياحى الشتوى الجديد، الذى انطلق مطلع نوفمبر الماضى، وذلك وفقاً لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصرى.
وتتركز هذه الخطة على عدة محاور تتمثل فى تقديم الدعم للقطاع السياحى والعاملين فيه، حيث ضاعف البنك المركزى المصرى فترة سماح سداد مستحقات العاملين بالسياحة إلى 6 أشهر. وقامت الحكومة أيضاً بتخفيض رسوم الهبوط والإيواء والخدمات الأرضية المعمول بها حالياً بنسبة 20% على الخدمات الأرضية، و50% على رسوم الهبوط والإيواء فى المطارات.
ما يدفعنا إلى التساؤل، هل بإمكان الدولة أن تنعش قطاع السياحة فى ظل الخطة التحفيزية التى وضعتها.. أم سيكون للموجة الثانية لكورونا اتجاه آخر على المؤشرات؟
وكشف تقرير صادر عن مؤسسة «فيتش» للتصنيف الائتمانى الذى يرجح تراجع السياح الوافدين إلى مصر من 13.6 مليون وافد عام 2019، ليصبح 5.4 مليون فقط فى 2020، لتتقلّص عوائد السياحة من 14.6 مليار دولار العام الماضى، لتصبح 5.3 مليار دولار أمريكى فى العام الحالى.
فيما توقع تقرير صادر من المركز المصرى للدراسات الاقتصادية، قدوم نحو 200 ألف سائح خلال شهر نوفمبر، بإيرادات تقديرية تبلغ 60 مليون دولار، إذ يعتبر شهر نوفمبر من الشهور مرتفعة الجذب السياحى لقضاء إجازة عيد الهالوين.
وطالب هشام الدميرى، رئيس هيئة تنشيط السياحة السابق، الحكومة بضرورة صياغة استراتيجية وطنية تضم كلاً من وزارة السياحة والآثار والطيران، تحمل على عاتقها جذب الزائرين الأجانب من جميع أنحاء العالم، مضيفاً أن اعتماد الدولة على الأسلوب التسويقى التقليدى الذى يستند إلى الشركاء الأجانب أصبح غير مجد فى الوقت الحالى.
من جانبه، طالب إلهامى الزيات، رئيس مجموعة إمكو للسياحة، بضرورة استئناف العمل فى صندوق بابيروس للاستثمار السياحى الذى أسسه الاتحاد المصرى للغرف السياحية وتم دعمه بنحو 51.5 مليون جنيه الذى شهد حركة من التوقف خلال الفترة الماضية دون أسباب، وكذلك تفعيل صندوق الطوارئ والذى تدفع له شركات السياحة 1% من متحصلاتها لدعم الشركات السياحية خلال الأزمة الراهنة.