العمل الجاد خير سبيل لتحقيق الأحلام، ولا يعيب الشباب العمل في مجالات مختلفة عن مجال دراستهم، بل العيب في الارتكان والتكاسل، والمبرر دائما يكون «مفيش شغل».. عبارة يرددها كثير من الشباب، من أجل تفسير سبب التخاذل، ليكون لهم مبرر قوي في الجلوس ليل نهار علي المقاهي، ربما تنطبق علي عدد كبير منهم، لكنها لا تنطبق على رمضان خميس عبدالفتاح، ذلك الشباب الذي تخرج منذ 10 سنوات، وحصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، لتبدأ رحلة التمرد، وينتفض لتحقيق ذاته، عن طريق العمل في «الجبس البلدي»
«رمضان» من بكالوريوس إلى صنايعي جبس
رغم شهادة «رمضان» الجامعية، إلا أنه قرر أن يبادر بالنزول إلى الشارع، ويبحث عن عمل حقيقي، يساهم في تكيفه مع الظروف والأوضاع الاقتصادية الحالية: «من وقت ما كنت في الجامعة، وأنا شغال في الجبس البلدي، بعمل شغل ديكور، ورغم إني نشأت في أسرة ميسورة الحال، إلا إني قررت أعتمد على نفسي، علشان أوفر فلوس الدراسة، وأجيب كل احتياجاتي الشخصية كانت أو الدراسية، وطبعا كان أسهل مجال بالنسبة ليا هو الديكور باستخدام الجبس، لأني بلاقي نفسي فيه، وبعتبره فن حقيقي، ده غير إنه يعتبر ابتكار الجمال من اللاشيء، لأن مادة الجبس نفسها بتكون ملهاش قيمة، ولا شكل جمالي، لكن أنا دوري أعمل بقى من التراب ده، أشكال ومجسمات وحوائط جميلة تجذب الأنظار»
بعد أن تخرج «رمضان» في كلية الخدمة الاجتماعية، توقع أنه لن يجد عملا بتلك الشهادة، نظرا لما تعانيه البلد من مشاكل في التوظيف، فقرر أن يسعي من أجل تعلم حرفة جديدة تضمن له كسب قوت يومه: «محدش كان عايز يعلمني لأن زمان كان يقولك سر المهنة مينفعش يطلع بره، وده مفهوم خاطئ، وكان الصنايعية يقولوا لو علمته ممكن ياخد رزقي، وده اللي بحاول ألغيه حاليا، ودلوقتي بقيت أعلم الشباب، وبقولهم أسرار الشغل، عكس ما كان بيحصل معايا زمان».
حب ما تعمل
ويضيف: «أنا شايف إن أعمال ديكور الجبس بتظهر مدى الإبداع، والدقة في الشغل، وطبعا أنا علمت نفسي بنفسي».
من رحم المعاناة يولد الإبداع
عمل الثلاثيني عامل لفترة وجيزة، قبل أن يتقن تلك المهنة، وحينما جاءت إليه فرصة العمل رحب بها بشكل كبير: «جالي شغل شقه حاولت أعمله لكن كان صعب عليا لكن بتوفيق ربنا نفذتها وبدأت في تطوير نفسي واصمم أشكال ديكور وانفذها، وده جذب ليا زباين كتير».
عن الجبس البلدي يقول: «دي ألواح إحنا بنصنعها بنفسنا يعني كل الشغل بيكون يدوي من بداية تجهيز الألواح لحد صب الجبس فيها وتركيبه»
تعليقات الفيسبوك