تأمل عميق في رمضان
وميات امرأة مطحونة
فى رمضان
1- تامل عميق فى رمضان
اتخذت قرارا حاسما هو الفريد من نوعه ، اذ قررت أن اقضى نهار رمضان فى التأمل والصمت ومقاطعة كل برامج التليفزيون وعدم دخول المطبخ وبالطبع لكى يكون قرارا مسبوكا ادعيت المرض حتى تخف وطأة الولائم و العزومات العائلية المكلفة والتى يرمى فيها أكثر من نصف الطعام ...قلت لهم : انى مريضة ولن أستطيع الطبخ .
كانت صدمة قوية للجميع ، ونظرت لابنتى الكبيرة والتى على وشك دخول الجامعة ولم تحاول دخول المطبخ ومساعدتى مرة واحدة ! اتجهت الأنظار نحوها فى أمل ، تحثها على خوض التجربة خاصة أن شهر الصيام الى تحول بفضلنا الى شهر للطعام و انتاج التخمة ...فى اليوم الأول اشتروا طعاما جاهزا لكنه ليس لذيذا ولا تفوح منه الروائح الطيبة ..اضطروا لابتلاع الطعام على مضض ..فالجوع كافر...وتحلقوا حولى يرجونى أن أعلم أختهم وأنا على سرير المرض كيف تطبخ ولو صنفين فقط من أصناف رمضان .
و بصراحة وجدت ابنتى متأهبة للتعلم من باب التحدى النبيل ، وواقترحت أن تبدأ بطبخ بعض الأصناف البسيطة مثل المحاشى والطواجن !
أُسقط فى يد ابنتى وهى محتاسة وسط أوانى الطبخ و مساحة المطبخ الضيقة وتطالبنى بشراء تكييف لها بالمطبخ !
لأول مرة أتناول طعاما من يد ابنتى ، رغم العيوب القاتلة به لكن اضطر الجميع لتناوله عملا بالتضحية التى تستلزم أن يبدوها بشهر رمضان .
بالنسبة لى كانت فرصة عظيمة للتأمل والصفاء النفسى وعلمتهم أن شهر رمضان هو شهر الزهد والتأمل وقراءة القرآن و التزوار الحميد بعد الفطور ...نشطت من عقال المرض المزعوم و أنا أخبرهم أنه من الممكن أن أتعرض لوعكى صحية أفدح أن تكاثر شغل البيت على ، وجدتهم يتعاونون ويكتفون بصنفين فقط وشراء الحلويات الجاهزة وتوضيب السفرة وغسيل الأطباق بعد الفطور ..تعلموا أخيرا المشاركة بينما أنا أنتحى بخلوتى ليلا أتأمل فى صمت وهدوء نفسى عميق .