راضي غير مهنته من «غاسل سجاد» لعامل محارة بسبب كورونا: باكل عيش
راضي «غاسل سجاد»
مكان واسع فوق أسطح أحد المنازل القديمة بمنطقة عزبة النخل، أرضه مبتلة بالمياة التي اختلطت بالصابون، فور دخوله تشتم الأنف رائحة المنظفات، تنبع من إحدى السجادات التي حان موعد تنظيفها، يجلس على ركبتيه ويسند يده اليسرى على السجادة أو «العروسة» كما يحب أن يسميها، ويمناه تقبض على فرشاة من البلاستيك ذات أسنان خشنة، تتحرك ذهابا وإيابا على السجادة بشكل طولي وعرضي لتنظيفها، تلك المهنة التي لم يعرف غيرها طوال 20 عاما.
«عم راضي»، 28 عاما، يعمل «غاسل سجاجيد»، مهنة قليلًا ما يشغلها الرجال، ولكنه وجد نفسه بها، منذ أن بدأها بالصدفة بعد احتياجه للمال إلى أن احترفها وأصبحت مهنته طوال السنوات الماضية، يتفق معه الزبائن هاتفيًا على ميعاد الغسيل والثمن، ويذهب بنفسه لقضاء المهمة بسرعة.
لم يكن ابن منطقة عزبة النخل بالقاهرة، يعلم أنه سيغير مهنته بعد تلك الأعوام الطويلة، بسبب قهري، وهو انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، الذي منعه من دخول المنازل، حيث رفض خوفا من انتاشر العدوى اللعينة.
خوف أصحاب السجاد على أنفسهم وذويهم وحفاظا على الإجراءات الاحترازية الواجب اتباعها، لم يجد «راضي» لنفسه سبيلا إلا تغيير مهنته لإيجاد أموال تكفيه للعيش هو وأسرته المكونة من 4 أفراد، لذا عمل في البناء والمحارة كمهنة بديلة.
على الرغم من عدم دراية الرجل الأربعيني بجميع تفاصيل المهنة الجديدة إلا أنه اجتهد بها قدر المستطاع على حد قوله: «بعد ما الدنيا قفلت بسبب كورونا مبقاش حد يآمن إني أدخل بيته أكيد، فبقيت بشيل رمل ورتش وبساعد صنايعية في المحارة، وبروح شغل مقاولات، والرزق شغال الحمدلله».
يأمل «عم راضي» أن ينتهي ذلك الوباء الذي بدل مهنته من أجله رغم حبه الشديد لها وعدم إحراجه منها: «عمري ما استعريت من شغلانتي وأتحدى أي ست تنضف أحسن مني، وولادي أوقات بيساعدوني فيها من غير كسوف، أكل العيش طالما حلال يبقى مش عيب، وأنا بحب غسيل السجاد وأتمنى كورونا تخلص عشان أقدر أعمل الشغلانة اللي بحبها من تاني».