الغارات الجوية ترد على الصواريخ محلية الصنع
اتسع نطاق المواجهات بين قطاع غزة وقوات الاحتلال الإسرائيلى، أمس، بعد أن دخلت العملية العدوانية «الجرف الصامد» التى شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد قطاع غزة مساء الاثنين الماضى، يومها الخامس وسط ارتفاع وتيرة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل، التى ترد بغارات جوية مكثفة على القطاع. وأعلن أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» فى غزة، ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 100 شهيد على الأقل، ونحو 670 مصاباً، بعد أن استشهد 5 مواطنين على الأقل وأصيب 15 آخرون فى غارات جوية صباح أمس على القطاع، إضافة إلى استشهاد اثنين آخرين فى غارة جوية استهدفت سيارة تابعة لبلدية «البريج» وسط قطاع غزة.
فى الوقت ذاته، واصلت القيادة العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلى التهديد باجتياح قطاع غزة برياً، وتنفيذ عملية عسكرية داخلها لنزع الصواريخ والسلاح الذى حصلت عليه حركة «حماس» خلال الأشهر الأخيرة، وقال الجنرال بينى جانتس، رئيس الأركان العامة الإسرائيلى، إن قوات الاحتلال على أهبة الاستعداد لاجتياح غزة على الفور، مؤكداً أن قوات الاحتلال فى انتظار القرار السياسى فقط، وليس «قشة تقصم ظهر البعير»، فى إشارة إلى أن جيش الاحتلال لا ينتظر أن تنفذ «حماس» عملية كبرى ضد إسرائيل. وأضاف: «غزة بدأت تدرك أنها ارتكبت خطأ جسيماً، خلال الأيام الأربعة الماضية عملنا وفقاً للمنطق، ووضعنا فى حسباننا أن هناك عدداً كبيراً من المدنيين فى قطاع غزة»، مؤكداً أنه على غزة الاختيار بين ما إذا كانت ترغب فى التهدئة أم أنها تسعى إلى استمرار الأوضاع الجارية.
من جانبها، صعّدت حركة «حماس» من تهديداتها الموجهة إلى إسرائيل، حيث طالبت كتائب القسام -الجناح العسكرى لحركة «حماس»- الطائرات التابعة لشركات الطيران الدولية بعدم التوجه إلى مطار «بن جوريون» الإسرائيلى، مؤكدة أن المطار بات هدفاً لصواريخ المقاومة الفلسطينية فى معاركها ضد قوات الاحتلال الإسرائيلى، مشيرة إلى أن استهدافها المطار يأتى رداً على استهداف الاحتلال الإسرائيلى المدنيين فى قطاع غزة، وتوقعت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن تشهد الأيام المقبلة تصعيداً جديداً من جانب إسرائيل، بإعلان شن عملية برية واجتياح لقطاع غزة، وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن «اللواء عوفر وينتر قائد لواء (جفعاتى) الإسرائيلى، أرسل خطاباً إلى جنوده يؤكد من خلاله مساندتهم فى عمليات استعداداتهم وتدريباتهم استعداداً لدخول قطاع غزة برياً»، مؤكداً أن «التاريخ اختارنا ليذكرنا شعبنا بأكمله.. سنفعل كل ما فى وسعنا للقضاء على العدو.. لن نعود دون تنفيذ مهمتنا». وقالت «معاريف» إن قوات سلاحى المشاة والمدرعات الإسرائيليين يواصلان الاستعداد لاجتياح غزة على الرغم من عدم صدور القرار السياسى.
وأعلنت كتائب القسام نجاحها فى استهداف مدينة «حيفا» للمرة الرابعة خلال الأيام الخمسة الماضية، إضافة إلى قصف مطار «بن جوريون» بصاروخ من طراز «إم 75» محلى الصنع، وأعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية سقوط عدد من صواريخ المقاومة الفلسطينية فى «تل أبيب» و«عسقلان» و«أسدود»، ما أسفر عن سقوط عدد من المصابين من الإسرائيليين. وقال موقع «والا» الإخبارى الإسرائيلى، إن أحد صواريخ المقاومة الفلسطينية سقط على منزل فى «عسقلان»، إلا أنه لم يسفر عن وقوع أى إصابات، فيما أصيب إسرائيلى فى سقوط صاروخ على «أسدود»، فيما انطلقت صافرات الإنذار فى مدينة «بئر سبع» لليوم الثانى على التوالى، واعترفت إسرائيل للمرة الأولى بوقوع 5 إصابات من بينهم حالة إصابة خطيرة، جراء سقوط صاروخ على محطة وقود فى «أسدود». وقالت كتائب القسام إنها تمكنت من السيطرة على بث القناة الثانية الإسرائيلية لمدة نصف ساعة فجر أمس، وبثت من خلاله رسائل تهديد ووعيد للعدو الإسرائيلى.
من جانبه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى اعتراض منظومة الدفاع الجوى «القبة الحديدية»، ثلاثة صواريخ أطلقت من قطاع غزة فى اتجاه الميدان الكبير فى «تل أبيب»، فيما شنت قوات الاحتلال أكثر من 210 غارات خلال 24 ساعة، استهدفت مواقع تابعة لحركة «حماس»، إضافة إلى 81 موقعاً تزعم إسرائيل أنها تستخدم فى إطلاق الصواريخ، إضافة إلى عدد من الأنفاق ومراكز القيادة التابعة لـ«حماس»، ومكاتب تابعة لمؤسسات حكومية فى غزة. وفيما يبدو أنه اتساع لرقعة المعارك وتبادل إطلاق النيران بين الجانبين، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى بيتر ليرنر، سقوط صاروخ أطلق من لبنان بالقرب من الحدود الشمالية لإسرائيل على الأراضى المحتلة، مؤكداً أن قوات الاحتلال الإسرائيلى ردت على الفور على مصدر إطلاق النيران، من خلال نيران المدفعية، فيما أكد مسئولون أمنيون لبنانيون، أن مسلحين أطلقوا 4 صواريخ من داخل لبنان على إسرائيل. وقالت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، إن أكثر من 25 قذيفة سقطت على بلدة «كفرشوبا» جراء القصف الإسرائيلى المستمر، رداً على إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، فيما قالت تقارير إعلامية لبنانية، إن السلطات اللبنانية نجحت فى اعتقال أحد المشتبه بهم فى التورط فى إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، مؤكدة أنه جرى العثور على صواريخ أخرى كان يعد لإطلاقها فى وقت لاحق تجاه إسرائيل.
وفى القدس، فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلى، أمس، قيوداً على دخول المصلين المسلمين إلى الحرم القدسى الشريف لأداء صلاة الجمعة، تحت مزاعم مخاوف من اندلاع أعمال عنف وأعمال مخلة بالنظام، على حد تعبيرها. وقالت إذاعة «صوت إسرائيل» الإسرائيلية، إن الشرطة الإسرائيلية أكدت أنه لن يسمح بدخول الحرم إلا للرجال الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين عاماً من حاملى بطاقات الهوية الإسرائيلية، مشيرة إلى أنها لن تفرض قيوداً على دخول النساء، إضافة إلى تعزيز الوجود العسكرى الإسرائيلى فى محيط المسجد الأقصى.
من جانبه، اتصل الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن بوزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، لإطلاعه على آخر مستجدات الأوضاع، مطالباً إياه بضرورة وقف إطلاق النيران فى قطاع غزة، فيما دافعت السفارة الإسرائيلية فى نيجيريا عن قرار الحكومة الإسرائيلية بقصف غزة جواً وشن غارات مكثفة على القطاع وقتل مئات الفلسطينيين، حيث زعمت أن «حركة حماس تشبه حركة بوكو حرام النيجيرية المتشددة وحزب الله فى لبنان، وهو ما يبرر العمليات الإسرائيلية ضد قطاع غزة».
الأخبار المتعلقة
الناجون من جحيم القصف الإسرائيلى فى غزة يروون لـ«الوطن» حكايات «العودة من الموت»
أطفال وشيوخ غزة: «هنرجع بيوتنا يا نموت فيها.. يا نحررها»
وسائل الإعلام الإسرائيلية تبحث عن وسيط لحل الأزمة
أسرة مصرية على الحدود: نشم رائحة الموت حولنا
مصر تعلن رفضها التصعيد الإسرائيلى «غير المسئول»