مع الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد، عاد الجدل مرة أخرى بشأن هل هذا الوباء عقاب من الله على العالم أم لا.
وتعددت الأحاديث عن هذا الأمر، إلا أن رجال الدين دائما ما يحسمون هذا الأمر، كما أثار حديث العالم الأزهري مبروك عطية خلال حواره في برنامج «يحدث في مصر»، الذي يُعرض على شاشة «MBC مصر»، مع الإعلامي شريف عامر ضجة كبيرة بسبب تصريحاته وتساؤلات.
وذكر «عطية» أن «كوفيد-19» في حال لم يظهر له دواء فيعتبر ذلك عقابا من الله، ولكن إذا ظهر له دواء فيكون ابتلاء فقط، موضحا أنه طالما الشخص مصاب ويجد له علاجا فذلك لا يعتبر غضبا من الله لأن سبحانه وتعالى عندما أرسل الريح على قوم ثمود وعندما أصاب الناس بالزلزلة لم يكن هناك علاج، بحسب وصفه.
الدكتور أحمد الطيب: معنى الابتلاء هو اختبار وامتحان من الله
وسبق ورد شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، عن سؤال هل وباء كورونا عقاب من الله سبحانه وتعالى أم ابتلاء؟، خلال برنامجه «الإمام الطيب» المذاع على شاشة قناة DMC .
وشرح الطيب معنى «البلاء»، بأنه اختبار وامتحان من الله سبحانه وتعالى لعباده حتى يظهر لهم أعمالهم بأمور يطلق عليها «الابتلاء» ويعلم العبد بعد ذلك هل نجح فيه أم لا.
واستكمل الإمام الأكبر حديثه بأن على الإنسان ألا يتوقف كثيرا عند معنى الابتلاء بأنه يعني شر فقط، أو كما يظن الشخص بالنسبة له: «الابتلاء يكون بالخير وبالشر وهذا أمر عميق إلى حد ما».
واستعان «الطيب» بالقرآن الكريم موضحا أن آيات كثيرة تكرر هذا المعنى بأن سبحانه تعالى كما يبتلي عباده بالخير يبتليهم بالشر والعكس: « وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ»، وقال تعالى: «وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ»، وأوضح من ذلك قوله تعالى في سورة الفجر: »فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِي* وَأَمَّآ إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ وَأَمَّآ إِذَا مَا ابْتلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَه فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِي».
والمطلوب من الإنسان سواء كان الابتلاء بالخير أو الشر هو الصبر على هذا حتى يتعرض على الثواب مشيرا الطيب إلى أن هذا هو المقصد الإلهي في النهاية.
دار الإفتاء ترد على سؤال هل الموت بكورونا يدل على سوء الخاتمة؟
ردت دار الإفتاء المصرية على سؤال هل الموت بكورونا يدل على سوء الخاتمية، مؤكدة أنه ليس دليلا على سوء الخاتمة.
وشرحت الإفتاء خلال موقعها الرسمي بأن موت المسلم المسلم بسبب فيروس كورونا لا يعد دليلا كما يدعي البعض على سوء الخاتمة والميتة السوء، بل الصحيح والراجح أَنَّ الوفاة بسبب هذا الفيروس الذي يعد من الأوبئة التي يُحكم بالشهادة على مَن مات من المسلمين بسببها.
وأوضحت الإفتاء أن مَنْ مات بسببه من المسلمين فهو شهيد، وله أجر الشهادة في الآخرة، رحمةً من الله تعالى به، غير أنَّه تجري عليه أحكام الميت، من التغسيلٍ، والتكفينٍ، والصلاة عليه، ودفنه.
تعليقات الفيسبوك