«احتفال مختلف».. مسرحية الميلاد بمدارس الأحد عبر «zoom»
«احتفال مختلف».. مسرحية الميلاد بمدارس الأحد عبر «zoom»
مر عيد الميلاد المجيد لعام 2021 دون اجتماعات مدارس الأحد التي تعود عليها أطفال الأقباط في السنوات الماضية، فالكنائس موصدة والأجواء هادئة دون صخب العيد أو الاستعدادات المعتادة التي كانت سمة شهر ديسمبر من كل عام.
المعتاد كان تجمع الخدام قبل العيد، لشراء الهدايا وتحضيرها، وآخرون يدربون الأطفال على الترانيم في أنشطة الكورال، أو الأداء التمثيلي لمسرحية الميلاد، وسط سعادة غامرة للأطفال، إلا أن فيروس كورونا أضاع كل هذه الأمور، قبل أن يكون هناك حلا جديدا يواكب ظروف العيد الجاري.
فكرة مبتكرة في كنيسة الشهيد مارجرجس بمنطقة غيط العنب، وسط الإسكندرية، قدمها مجموعة من خدام «فريق أمير الشهداء المسرحي للأطفال»، عندما كانوا يجلسون في حيرة لكيفية تعويض الأطفال عن تأدية العرض المسرحي المعتاد تقديمه في مثل هذا العام.
حيرة كساها الحزن، بسبب فرحة الأطفال المسلوبة، إلا أنه بعد تفكير عميق وجدوا الحل في إطلاق المسرحية عبر تطبيق «Zoom»؛ إذ يؤدي كل طفل دوره عبر كاميرا هاتفه، ويتكون المشهد عبر الشاشات المجمعة في التطبيق.
صعوبة التنفيذ «الموضوع مكنش سهل، الفكرة خدت مننا وقت في إننا نظبط الأول أداء طفل ثم آخر بالتليفون ونشوف فيديوهاته، وبعدين يبعتولنا فيديو أخير لما يستلموا الملابس، وكنا بنفهم الأهل فالبيت الكادر عايزينه إزاي والإضاءة بكشافات الموبايل عشان الجودة».. هكذا عبر بيشوي عبدالله، مؤلف العمل، عن الصعوبات التي واجهت تلك الفكرة المستحدثة، للتواكب مع الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا المستجد.
وأضاف «عبد الله» لـ«الوطن»، أنهم واجهوا صعوبة في المونتاج؛ لكونها فكرة جديدة، بالإضافة إلى صعوبة السيطرة على الأطفال الذين بلغ عددهم 45 طفلا خلال العرض ككل، وتراوحت أعمارهم من 4 إلى 13 سنة: «فيه أطفال مثلا صورت أكتر من 6 مرات عشان توصل للي عايزينه».
وتابع بيشوي عبدالله: «الأطفال تقبلوا الفكرة بحماس، كونها الملجئ الوحيد لهم بعد توقف الخدمة لفترات طويلة منذ العام الماضي، فأصبح هناك شغف لتقبل وفهم الفكرة منهم وأولياء أمورهم»، موضحا «كل مرة جنب اننا نفهم الفكرة كنا بنشتغل علي الهدف عشان الموضوع يطلع واقعي، لأن احنا فعلا بنعيش احتفال مختلف».
وأكد «بيشوي» أن العمل الذي أطلق عليه مسمى «احتفال مختلف»، قد حاولوا من خلاله الاهتمام بجوهر العيد، بأن يقدم الطفل قلبه الصغير كمزود لميلاد المسيح بداخله، وأنه لا يمكن أن يحزن أحد بغياب الاحتفال ما دام الاحتفال الحقيقي من داخل القلب.
وبمجرد الانتهاء من المسرحية عبر التطبيق، حول هؤلاء الشباب قصتهم مع العيد إلى عمل درامي يرصد قصة محاولتهم لإسعاد الأطفال وطريقة التنفيذ، ووضع معايدات حقيقية من الأطفال إلى المشاهدين بداخل العمل، وأشاد به الكثيرون من أبناء الكنيسة، ومن المقرر عرضه على أحد القنوات الدينية المسيحية خلال الأيام المقبلة كنوع من توثيق حياة الأقباط، في أثناء العيد وسط كورونا.