بريد الوطن.. الظلم.. بكائية لعصفورين (قصة قصيرة)
الظلم.. بكائية لعصفورين
تعوَّدت فى كل صباح أن أصحو على زقزقتها وكأنها قد صارت جزءاً من طقوس حياتى اليومية، فى شُرفة منزلى قامت ببناء عُشها، كنت أقضى جُل وقتى بشرفتى أتطلع إليها وهى تُقبل وتُدبر وتعلو وتهبط بينما زقزقتها لا تنقطع.
ذات يوم غابت عن عُشها. وقفت بشرفتى أتابع أسراب العصافير الآتية من بعيد دون جدوى، وتملكتنى حالة من الحزن الشديد، وقلت لنفسى: لا يمكن لها أن تغيب عن موطنها ومرتع لهوها.
مر على هذا الأمر يومان وفى اليوم الثالث ومع ضوء النهار سمعت زقزقتها تعيد إلى الشُّرفة سابق سحرها ورونقها، أى سعادة غامرة تلك التى ألمت بى حينذاك؟ خرجت مسرعاً أتطلع الأمر فوجدتها وقد ازدادت نضارة وبزقزقتها فرحة غامرة، لم أجدها وحدها، بل وجدت معها أنيساً ورفيقاً راح يطير فرحاً بينما ذيله لا يكف عن الصعود والهبوط، فرحان تغمره النشوة، وأيقنت أنهما لا شك مُقبلان على الزواج. الفرحة تغمر المكان والمشاعر مختلطة ما بين أمل ورجاء وخوف وترقب، تفاعلت معهما وأحضرت أوراقى ورحت أكتب وأكتب وأُسطر حالات لم تكن لتخرج لولاهما، وفجأة وبلا مقدمات سمعت دوى مقذوف نارى خرج لتوه يشق الفضاء، وبعدها وجدتها ترتطم بأوراقى، وسالت دماؤها الزكية فطمست كل حروفى ولم تترك سوى كلمة «الظلم».
أشرف غازى
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com